النقد الثقافی لروایة ب یت القاضی: العرّاب الاخیر لریاض القاضی بناءً علی مدرسة فرانکفورت

یُعدّ النقد الثقافیّ منهجاً حدیثاً یتاثّر باسس المدارس النقدیّة المعاصرة، مثل علم الاجتماع وتحلیل الخطاب، ویعتمد على تناول القضایا الاجتماعیّة باسلوب ادبیّ ناقد بهدف تفکیکها وتحلیلها والسعی الى معالجتها من خلال اعمال الکُتّاب الملتزمین. ومن بین ابرز مدارس النقد الثقافیّ تبرز مدرسة فرانکفورت الّتی ترکّز على نقد المجتمع والبُنى المعرفیّة والسلطویّة، وتهدف الى الکشف عن طبیعة الخلل البنیویّ والاضطرابات العمیقة فی النسیج الاجتماعیّ، خاصّة فی السیاقات المضطربة کالمجتمع العراقیّ. تعتمد هذه المدرسة على التنظیر النقدیّ الرادیکالی، وتسعى الى تفکیک علاقات الهیمنة وصناعة الثقافة الجماهیریّة، من خلال تحلیل الانساق الثقافیّة والخطابات المُکرَّسة. وفی هذا السیاق، یقدّم ریاض القاضی فی روایته بیت القاضی: العرّاب الاخیر معالجة نقدیّة لمظاهر السلطة وآثار الایدیولوجیا التدمیریّة فی المجتمع العراقیّ، کاشفاً عن الجوانب القمعیّة والانتهاکات المتجذّرة ضدّ الشعب. ومن خلال شخصیّات الروایة المستوحاة من الواقع العراقیّ المولم، یمنح القارئ نافذةً یطلّ منها على ابرز العادات والتقالید السائدة، ویُظهر توثّر الایدیولوجیا المهیمنة فی تشکیل الوعی وتوجیه المصیر الجمعیّ. تهدف هذه الدراسة، بالاعتماد على المنهج الوصفیّ – التحلیلیّ، واستناداً الى نظریّة النقد الثقافیّ لمدرسة فرانکفورت، الى تحلیل الروایة المذکورة من حیث تمثیلها للسلطة ودور الایدیولوجیا فی رسم مصیر الشعب العراقیّ. تُظهر نتائج البحث انّ الکاتب یسعى من خلال وعیه العمیق بمشاکل مجتمعه وتسلیطه الضوء على ازماته الثقافیّة، الى تحفیز التغییر والتحوّل فی الواقع الراهن، کما یتناول تطلّعات الشعب وآمالهم فی التحرّر من هیمنة الثقافة السلطویّة والسعی الى تحقیق الحریّة والمساواة الاجتماعیّة.