العلاقة بین مقاومة شخصیة ابو عبد فی قصة القمیص المسروق لغسّان کنفانی ومحاور نظریة تدرج الحاجات لابراهام ماسلو

یُصوِّر ادب المقاومة معاناة الانسان فی مواجهة الظروف القاسیة المفروضة، وذلک عبر الکشف عن الضغوط الاجتماعیة والسیاسیة. وقد افضى هذا التوجه الى تسلیط الضوء على الروابط بین الادب وعلم الاجتماع وعلم النفس، والى نشاة النقد السیکولوجی. فی هذا السیاق، قدَّم ابراهام ماسلو نظریته المعروفة بـتدرج الحاجات، التی تُبیّن کیفیة تاثیر الحاجات الانسانیة على افعال الفرد وعلاقاته. تهدف هذه الدراسة، المعتمدة على المنهج الوصفی التحلیلی، الى بحث ثبات او تغیُّر النمط المقاوم لشخصیة ابی عبد فی قصة القمیص المسروق للکاتب الفلسطینی غسّان کنفانی، وتحدید الکیفیة التی اثّرت بها مقاومة ابی عبد، فی ضوء تدرج ماسلو للحاجات، على سلوکیاته وعلاقاته وقراراته. خلصت نتائج البحث الى ان مقاومة ابی عبد کانت فی البدایة سلبیة وداخلیة، لکن تفجُّر رغبته فی تحقیق العدالة حوّلها الى مقاومة عدوانیة. علاوة على ذلک، ادت مقاومته فی مواجهة احباط حاجاته الاساسیة الى تفعیل آلیات دفاعیة لدیه مثل التجنب والکبت والازاحة. ومع ذلک، فان هاجس المعیشة منعه من مقاومة برود علاقاته، لکن على مستوى اتخاذ القرارات، فان مقاومته قد حالت دون انصیاعه لاغراءات الذات وقیامه بالسرقة.