ملامسة المحظور فی الشعر النواسی، دراسة نفسیة اجتماعیة

یرتبط فن الشعر بظاهرة المحظور وملامسته ارتباطاً وثیقاً، وهذه میزة ینفرد بها الشعر اکثر من غیره من الفنون الادبیة. ان ظاهرة ملامسة المحظور تشیع فی العصور التی تشهد التطورات والثورات المختلفة ومما یوکد علیه التاریخ ان العصر العباسی کان یتسم بسیطرة الثورات الاجتماعیة والاقتصادیة والسیاسیة، وخاصة الفکریة التی تعتبر اکثرها تاثیراً على شیوع تلک الظاهرة. تهدف دراستنا هذه البحث عن مظاهر ملامسة المحظور عند النواسی، والظروف المودیة الى انتشار تلک الظاهرة فی العصر العباسی الاول، وکذلک الاسباب التی دفعت النواسی الى ملامسة المحظورات وتحطیم التابوهات بما فیها الادبیة والاجتماعیة والاعتقادیة، متخذة المنهج الوصفی التحلیلی والتحلیل النفسی الاجتماعی. وتشیر نتائج البحث الى ان النواسی، من خلال ملامسته للمحظور وهدم القیم والاعراف، کان یرنو الى بناء قیم واعراف جدیدة یخلق بالمجتمع الجدید ان یتحلى بها، کما یستهدف اثارة کفاح مبرمج شامل ضد کل بالی مهترئ لا ینتج الا عناءً لمن یرید ان یعیش مثله عیشة عصریة. وکان منطلق ملامسته للمحظور القوّة المستمدّة من العلم والفکر والثقافة والشجاعة ولا الضعف، ونفسیة الشاعر التی هی نفسیة ثائرة محتنقة من الاوضاع الاجتماعیة الممتلئة بانواع العادات القدیمة البالیة والرذائل الاخلاقیة، ودوره کناقد اجتماعی عالم بامراض اجتماعیة تفشت فی مجتمعه، وکون مجتمعه مصاباً بانواع الامراض الاجتماعیة والاخلاقیة مثل الریاء والعصبیة والمفاخرة وغیرها التی یراها النواسی اخطر واقذر من الامراض التی حذر رجل الدین المجتمع منها مثل الانغماس فی الملذات وارتکاب ما سماه الدین محرماً.

violating taboo boundaries in abu nuwas’ poetry; a psychological-social study