العلاقات العربیة الایرانیة من الزاویة الفنیة مسلسل النبی یوسف نموذجا

تنهض الاشکالیة المطروحة للبحث فی هذه الندوة على جملة من التساولات منها ما هو مرتبط بالجانب المنهجی، ومنها ما هو فی علاقة بالجانب الابیستیمولوجی، ومنها ما هو عملی ولید اللحظة التاریخیة الراهنة، وما تعیشه المنطقة العربیة من اهتزازات وتدمیر ممنهج. لعلّ من اهم هذه التساولات: لماذا الفنّ والعمارة؟ وما هو دورهما فی المجتمعات؟ وهل الفنّ حقل محاید ومنفصل عن بقیة الانفعالات والحراک الذی یشهده الافراد والمجموعات؟ یعتبر الفنّ والعمارة رافدین اساسیین فی حرکات التغییر والارتقاء بالوعی الجماعی، والحثّ على الصمود والمواجهة امام المخاطر التی قد تهدّد امن الشعوب و استقرارها؟ اما الاطار العام الذی تتنزل ضمنه الندوة فهو دون شکّ الحصار الامبریالی الصهیونی الذی تتعرض له على حدّ السّوى المنطقة العربیة وبلاد فارس. انّ الهدف الاساسی من هذا الحصار وهذا الدمار الممنهج هو الوصول الى اضعاف المنطقة، وتفکیکها ونهب ثرواتها ثم القضاء على ثقافة المقاومة، واستهداف الانظمة الصامدة، والمعادیة صراحة للکیان الصهیونی. فرض هذا الوضع الدقیق والخطیر على الباحثین الایرانیین والعرب استدعاء کل الاجناس الفکریة المرتبطة بالجمالیات کالرسم والزخرفة والخط والمعمار والشعر والموسیقى والسینما من اجل ابراز الدور الذی کان لها فی تعزیز العلاقات بین العالم العربی والعالم الفارسی وذلک عبر مختلف الحقبات التاریخیة.العلاقات العربیة الفارسیة مترابطة ومتشابکة وهی علاقات ضاربة فی عمق التاریخ وفی الحضارة. نشر العرب ثقافتهم فی بلاد فارس وبصفة مکثّفة مع الفتوحات الاسلامیة الاولى، واثرى الفرس بدورهم الحضارة العربیة خصوصا فی العهد العباسی ثم فی العهدین التّیموری والصّفوی.نتطرق فی هذه المساهمة الى قصة النبی یوسف التی یرویها کل من القرآن والتوراة والانجیل، وتحویل هذه القصة الى عمل ابداعی عبر الشاشة التلفزیونیة من قبل احد المخرجین الایرانیین. اما الاسئلة التی قادتنا فی تناول موضوع 'اثر الفن والعمارة على العلاقات العلمیة بین ایران والعالم العربی' من هذه الزاویة فهی: اشکالیة تجسید الانبیاء والرسل فی التراث الثقافی العربی الاسلامی؟ طبیعة العلاقة بین الفنّ والمقدّس؟ بشکل آخر التوتّر بین الابداع الذی یقتضی الحریة وکسر کل انواع الموانع، والمقدّس الذی من اسسه التّحریم والتّجریم والمنع.