الاسس النفسیة فی تربیة الطفل واثرها فی تنشئة السلم المجتمعی

هدف البحث :ان هذا البحث – بغض النظر عن تواضعه – فهو یهدف الى نشر ثقافة السلم المجتمعی الذی هو القاعدة الاجتماعیة الاساسیة التی ینطلق منها افراد المجتمعات فی تامین تعایشهم الدینی، والسیاسی، والاقتصادی، والاجتماعی، والثقافی و من خلاله یتحقق لهم امنهم واستقرارهم، والبحث عن مصادر معیشتهم وتحقیق التنمیة والتقدم والبناء والعدالة المجتمعیة.کما یشیر البحث الى ان هناک کثیر من المقومات الضروریة التی ترتکز علیها مبادئ تحقیق السلم المجتمعی الناجح و هی:1.احترام الحریات وایمانه بان الانسان حر کریم ومسوول عن اختیار البیئة التی تحفظ کرامته.2. تطبیق القانون بشکل عادل بعیدا عن الطائفیة والقومیة .3. التسامح والعطاء من دون مقابل والرضا عن الذات.4. رفض العنف بکل اشکاله ونشر ثقافة السلم المجتمعی وتحقیق العدالة فی الحقوق والواجبات.هیکلیة البحث:یقع هذا البحث فی ثلاثة محاور:المبحث الاول: القواعد العلمیة الاساسیة للتربیة والتعلیم.المبحث الثانی: مفهوم و نشر ثقافة السلم المجتمعی من وجهة نظر مجتمعیة.المبحث الثالث: السلوک المکتسب من البیئة التی یعیشها الطفل وکیفیة تقویمه وعلاجه.ان هذا البحث یوکد على اهمیة الطفولة بدءا من عمر عامین؛ لان هذا العمر یمثل الحجر الاساس الذی تبنی علیه شخصیة الطفل فیما بعد الی مرحلة المراهقة التی اطلق علیها علماء النفس المرحلة الاشبه بعنق الزجاجة من مر بها بسلام ضمن حیاة نفسیة هادئه و سلیمة.وبناء علیه یتحتم علینا ان تنشئ جیلا سویا قادرا علی ان یتعامل مع الآخر الذی یختلف معه فی الدین، والقومیة، والیدلوجیة، جیلا متکامل الشخصیة لا یعانی من ای خلل فی جانب من جوانب الشخصیة الاربع: النفسیة، والاجتماعیة، والعقلیة، والجسدیة.خاتمةویخلص البحث الى ان اهم اهداف التربیة النفسیة للطفل والمراهق هی تحصین هذه الفئات من الفکر الظلامی لانها الفئات الاولى المستهدفة للتجنید من قبل الجماعات الارهابیة فی تغذیة افکارهم وزجهم داخل المجتمعات لاثارة الفرقة بین افرادها، وزعزعة امنها، وخیر مثال دخول داعش الى العراق وسوریا وما آلت الیو الامور من دمار شامل للفکر والعقیدة، وتشویه القیم والمبادئ الصحیحة، و زرع فکر منحرف فضلا عن تدمیر البنى التحتیة للبلدان، وتهجیر الآلاف من مواطنیها؛ لذا یتوجب تقویم مسیرة هذه الفئة من الاطفال والمراهقین کلما انحرفت عن جادة الصواب من خلال التوجیه التربوی والدعم والاسناد من قبل البیت والموسسات الحکومیة و وسطیة الخطاب الدینی وموسسات المجتمع المدنی ودور الموسسات الحقوقیة ولجان الاصلاح ودورها فی ارساء السلم المجتمعی والتاکید على لغة الحوار واهمیته واثره فی احترام حقوق المواطنة.