اثر المراة الایرانیّة فی التراث الادبی الایرانی والعربی

لقد احتلت المراة الایرانیّة منزلة سامیة فی الادب الایرانی وهذه المنزلة تشیر الى مکانة المراة سواء فی البیت ام فی العمل وقد مرت المراة الایرانیة بمراحل مختلفة طوال مراحل الدولة الایرانیة وهذه المراحل تختلف بحسب نظام الحکم القائم وقد ذکرت الدراسات ان المراة الایرانیة فی ظل حکم الدولة القاجاریة عوملت المراة معاملة غیر منصفة حتى عدت من الدرجة الثانیة حتى ان عملها کان ینحصر ببعض المهن ومنها رعایة الاسرة او فی بعض المعامل الا انه فی منتصف القرن التاسع عشر حصلت تغییران على منزلة المراة الایرانیة بعد حصول بعض الحرکات الاصلاحیة على ید امیر کبیر احد کبار رجال الدولة فی ذلک الوقت و التی کان من شانها تغییر بعض السلوکیات تجاه المراة . لقد اشارت کثیر من الدراسات الى ان منزلة المراة الایرانیّة تغیرت مع انتصار الثورة الاسلامیّة فی ایران حتى صار للمراة حضور فاعل فی المناصب الاداریّة ، وصار التوجه نحو العنایة بالتعالیم الاسلامیة والحفاظ على العادات والتقالید الحمیدة ، ومن ثم صار للمراة حضور فعال فی الجانب الادبی حتى ظهرت شخصیتها من خلال الاعمال الادبیة التی ترکت بصمتها فی الادب الایرانی .ومن الجدیر بالذکر ان المراة تُعد رمزا للحیاة فی مختلف آداب الامم وقیل انها مانحة الخصب والحیاة والوجود وقد الهت قدیما وکما قیل انها عبدت وشبهت بالشمس والغزال وشکلت طوطما وجودیا فی العصور القدیمة وتمثلت بصور المعبودات کثیرا مما اباح الربط بینها وبین والحیاة وتاسیسا على تلک المرویات والمقولات نحاول الکشف عن اوجه التشابه بینها فی الادبین العراقی والایرانی فهل مثلت المراة رمزا مشترکا بینهما ؟ وکیف صور الادباء المراة ؟ وماهی الافکار التی یتقارب فیها الادبان؟نحاول ان نحلل تلک الرمزیة فی الادب الایرانی فنتخذ من المراة القجاریة مثالا بوصفها النموذج الاول الذی تاثر بالغرب فی التاریخ الایرانی ونتابع تطور رمزیتها وصولا الى الروایة المعاصرة اذ على الرغم من کل التحولات التی مرت بالمجتمع الایرانی الا ان المراة ظلت محافظة على دلالتها الرمزیة فی منح الوجود وخصوبة الحیاة والظهور الاخلاقی.