اثر المیرزا محمّد المدرس الحائری الطهرانی (کان حیًّا 1320ه) فی البلاغة العربیة کتاب ریاض الناظر فی محسنات الکاتب والشاعر مصداقًا

یعد البیان والبدیع من الرکائز الاساسیة لعلم البلاغة التی تقوم علیها الفصاحة والبیان ، وهی من العلوم التی لاتختص بشعب دون شعب ، اولغة دون اخرى ، اودین دون غیره ، ولذا فانّ کلّ انسان یعیش هذه الحیاة لابدّ له من طاقة للحدیث یمتلکها والتی من خلالها یستطیع ان ینقل افکاره وتصوراته واحتیاجاته الى الآخرین. ویاتی هذا المعنى بالنسبة للذین یمتلکون هدفا رسالیًا سماویًا یریدون من خلاله تبلیغه للعالم اجمع، ففی بیانهم وقلمهم یهدون الانسان، ویصلون به الى بر الامان. فکانت بلاغات الامم صورة من صور رقیها وحضارتها ، ثمّ انّ متابعة ابنائها العلماء لتبیین اسرار نماذجها، وجوه جمالها والحکم لها او علیها ، اثر من آثار الیقظة الفکریة والاهتمام العلمی .ولهذا فان الدرس البلاغی عند الشعوب جمیعا یاخذ معنى الذوق والعلم فی وقت واحد ، فکان المنهج الذی تُعرض من خلاله البلاغة العربیة فی جزئیاتها لا یختلف عمّا تعارف علیه القدماء ، وانّما النظر فی عرضها بثوب جدید تبعا لتنوع الثقافة ، واستمرارها، واختلاف المستویات فیها التی هی بحاجة الى اعادة نظر، ومعاودة بحث ، والتماس طرق اخرى لاتنقطع عن الماضی مع مراعاة الحقبة الزمانیة والمکانیة بین مناهج القدماء والمحدثین عنها .ولذا جاء بحثنا هذا والذی هو قراءة لکتاب بلاغی مسمّى ب(ریاض الناظر فی محسنات الکاتب والشاعر) لمولف عاش فی القرنیین الثالث عشر والرابع عشر للهجرة هو المیرزا محمّد المدرس الحائری الطهرانی؛ لیکون مصداقًا عن اثر المولفین الایرانیین فی البلاغة العربیة. وامّا الکتاب وهو من اصدارات دار الرنیم للنشر والتوزیع فی الاردن لسنة2021 میلادیة، وفی ضوء ذلک کانت خطة البحث مقسمة على مقدمة ومبحثین، الاول: حیاته وکل ما یتعلق فیها على الرغم من النزر الیسیر الذی حصلنا علیه من التعریف بحیاته الشخصیة والعلمیة، والمبحث الثانی: کتاب ریاض الناظر فی محسنات الکاتب والشاعر واثره المهم فی البلاغة العربیة، وتضمن هذا المبحث منهج المولف فی الکتاب، واثره فی الدراسات البلاغیة لاسیما الحدیثة منها ، وتاثیر دراسته الحوزویة ، وما اضافه من مداخلات من علوم اخرى مما اسبغ علیها خلیطاً قیمًا من علوم مختلفة ، فضلا عن ابداعات المولف ومناظراته ومحاججته للعلماء والبلاغیین ، ومن ثمّ الخروج بوجهات نظر جدیدة ، فکان لهم معارضًا او مویدًا، مفصلًا، او مجملًا لافکارهم؛ فکان بذلک مصدراً مهما من مصادر المکتبة البلاغیة. وختاما: هذا ما وفقنا الله لانجازه فی هذا العمل ، فبذلنا فیه قدر وسعنا، فان اصبنا فهذه منّة من منن الله علینا، وان اخطانا فحسبنا اننا عملنا قدر وسعنا ، والله الموفق ، وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمین والعاقبة للمتقین.