تخفیف الهمز فی القرآن الکریم بین قواعد النحاة والمعطیات الصوتیة الحدیثة

الهمز ظاهره صوتیه تتعلق بالاداء الفعلی لصوت الهمزه العربیه، وقد اشار القدامى الى انّ الهمزه ابعد الاصوات مخرجا فجعلوها اوّل الحروف خروجا، واثبتت التجارب الحدیثه فعلا انّ الهمزه من اوّل المخارج فهی صوت حنجری. انّ الهمزه من الحروف التی یتکلّف الفرد جهدا عند النطق بها، ومع هذا فانّ الاصل فی نطقها هو التحقیق، والذی یکون باعطاء الصوت حقّه فی الصفه والمخرج. غیر انّ العرب لم تجر فی نطقها دائما وفق هذا الاصل، وانّما کان لهم مواضع لم یحققوا فیها الهمزه وتصرفوا فی نطقها تخفیفا تجنبا لثقلها، وهذه الظاهره انتشرت فی النطق العربی القدیم، وکان لها اثرها فی قراءه القرآن الکریم، وقد وضع لها النحاه القدامى مجموعه من الضوابط، ونرمی من خلال هذه المداخله الى الکشف عن هذه الضوابط الموضوعه من قبل النحاه من جهه، والى تفسیر هذه الضوابط انطلاقا مما توصلت الیه الدراسات الصوتیه الحدیثه من جهه اخرى. ومن النتائج التی توصلنا الیها: انّ تخفیف الهمز ظاهره لهجیه تباینت استعمالات العرب لها. وان هذه الظاهره عند القراء لا تمثل الخصائص اللهجیه للبیئه التی عاش فیها القارئ. وقد اعتمدنا فی معالجه هذا الموضوع على المنهجین الوصفی والمقارن.