حل التعارض بین الحق فی المعرفة والحق فی التعایش السلمی ‌و دوره فی الوحدة الاسلامیة

رغم الکثیر من القواسم المشترکة بین المذاهب الاسلامیة، فان وجود خلافات متعددة بینها هو ایضًا حقیقة لا یمکن انکارها. ان خصائص ومعتقدات کل مذهب، تعتبر هویة اتباعه ومسار سعادتهم، وتخلق الحق فی التعرف علیهم من ناحیة، ومن ناحیة اخرى، فان ترویجها وتاجیجها فی بعض الاحیان قد یکون مخالفاً للحق فی التعایش السلمی بین اتباع المذاهب. ان تقسیم الخلافات الى تفسیریة (خصائص المذهب) ومقارنة (خصائص المذاهب الاخرى) وتجنب ادخال الخلافات المقارنة على مستوى المجتمع، سوف یتماشى مع ضمان حق المواطنین فی التعایش السلمی. وهذا بالطبع لا یتعارض مع الحق فی المعرفة التفصیلیة حول القضایا الاساسیة والمقارنة للادیان، لان اتباع المذاهب بارادتهم (ولیس من خلال الدعایة المفروضة) واتاحة الوصول الى العلماء و رجال الدین سیکونون قادرین على تحقیق هذه المعرفة. ومن الواضح ان التاکید على القواسم المشترکة وتنظیم المنع من انتشار الخلافات المقارنة، له دور فعال فی خلق الوحدة بین المذاهب الاسلامیة، لانه یتسبب فی بقاء القضایا العلمیة للمذاهب فی المجتمعات العلمیة ویمنعها من الانتشار على مستوى المجتمع.