التطبیع مع الکیان الصهیونی وتطبیقه على صلح الحدیبیة

عندما نستعرض الاحداث الاخیرة فی العالم الاسلامی وخاصة فی منطقة غرب آسیا، یشغل سوال اذهان باحثی القضایا الاستراتیجیة العالمیة، وهو انه: کیف تدعی بعض الدول مثل المملکة العربیة السعودیة وترکیا والامارات العربیة المتحدة، قیادة وریادة المسلمین فی العالم الاسلامی، ومدوا ید الصداقة للکیان الصهیونی وبهذه البساطة والسهولة، ویتکلمون عن تطبیع العلاقات الذی یُعَدُّ خطوة ابعد من السلام. على الرغم من ان العدید من هذه الدول، التی تطرح هذه القضیة الآن علنًا، قد نفذتها منذ وقت طویل، الا ان هذه الطریقة لاعلان النیة وجعلها عملیة، موضع شک وتتطلب دراسة معمقة. ومن ناحیة اخرى، فان الامر اکثر اثارة للدهشة من بعض العلماء الذین یرغبون فی تقدیم بعض الادلة التاریخیة من بدایة الاسلام وایضًا من خلال التمسک بکل رطب ویابس، لشرعنة هذه الحرکة المنفعلة تمامًا والمخالفة للاسلام وتبریرها، ویصبغون علیها صبغة الشریعة والاسلام والسلام ویسعون لاسکات ضمیر مستیقظی المسلمین او اغفالهم. وهذه التبریرات تماثل تماما مبررات بعض هولاء العلماء عند دعوة شباب بعض الدول للانضمام الى الجماعات التکفیریة مثل داعش وجبهة النصرة فی العراق وسوریا. ومن بین هذه الحجج، نشاهد ذهاب البعض منهم الى مقارنة قضیة التسویة وتطبیع العلاقات مع اسرائیل بمعاهدة صلح الحدیبیة التی التزمها النبی6، فی حین ان هذه المقارنة والقیاس، حسب قول المنطقیین هی قیاس مع الفارق الاساسی وغیر صحیح. ینوی المولف فی هذا البحث دراسة بعض المصادر والوثائق المکتوبة والشفهیة وبمنهج تحلیلی نقدی لفحص ابعاد هذه القضیة ودحض من یصوت لصحة التطبیع مع اسرائیل على اساس تشابهها مع صلح الحدیبیة.