التربیة من اجل السلام: اسسها ودورها فی نشر ثقافة الوحدة داخل المجتمعات؛ بحث نظری نقدی مجمل لمقاربة التربیة من اجل السلام

'لعل التربیة تعد من اکثر السبل تاثیرا فی المجتمعات البشریة. ولعلها من اقدم الطرق التی صقل بها الانسان وارتقى فی مراتب الانسانیة. ویعتبر المربون طیلة التاریخ البشری هم القادة الفعلیون والمحرکون الاساسیون لکل تقدم وتحضر.واذا ما اعتبرنا الانبیاء والمرسلین یمثلون اعلى طبقة من المربین فان التربیة ترتقی الى اسمى واعقد المسوولیات التی اوکلها الله سبحانه وتعالى لخلفائه ومصطفیه: .مع تقدم البشریة علمیا وتقنیا برزت الروى التربویة والمقاربات التعلیمیة. وتشعبت الادوار التربویة والاهداف. وتباینت السبل والمقاربات النظریة. وتعددت التطبیقات على حسب البیئات وعلى حسب طبیعة المجتمعات والامم.ولعل من اهم مظاهر نبذ الفرقة وسبل دحر الفتنة وارساء السلام یتجسد من خلال الدور التربوی وتاثیر رسالة المربین. من هذا المنطلق برزت مقاربة التربیة من اجل السلام کسبیل لنشر ثقافة التسامح واللاعنف للخروج بالانسانیة من دائرة الحرب والنزاع والصراع الى دائرة الامان والسلام والوحدة.مع بروز فلسفات تربویة معاصرة تنظر الى میدان التربیة من ناحیة انه میدان معقد یلامس الانسان من جوانب متعددة فی الآن ذاته فقد برزت مفاهیم التربیة من اجل الطبیعة والمحیط التربیة من اجل الصحة، التربیة من اجل المواطنة، التربیة من اجل السلام... وهی مقاربات تهدف بالاساس الى ملامسة اغلب جوانب الانسان فی آن واحد لنتمکن من ان ننهض به ونرتقی بمستواه.وتحاول هذه الدراسة تناول مفهوم التربیة من احل السلام من حیث انه مقاربة تربویة معاصرة تندرج ضمن مقاربات شمولیة للتربة من اجل... ومن حیث انها تهدف بالاساس الى نشر ثقافة السلام مع محاولة لحصر مفهوم السلام فی حد ذاته فهو الذی سیبلور هذه المقاربة التربویة برمتها. کما تسعى هذه الدراسة من خلال تسلیط الضوء على مقاربة التربیة من اجل السلام الى محاولة تبیین ادوارها وتاثیراتها فی احلال السلام وارساء الوحدة. هذا الى جانب تبیان حدود الرویة فیها ونقد قدرتها على البلوغ بالانسان الى ما تصبو الیه. هذه المقاربة التی تسعى بالاساس الى توجیه المجتمعات نحو السلام بمفاهیمه المتشعبة والذی یعد من اسس صلاح المجتمعات ومن قواعد الارتقاء بالانسان.'