رمزیة البحر فی قصیدة شرود

الرّمزیة فی الشّعر العربیّ الحدیث، اتجاهٌ ادبیٌّ فنیٌّ، یظهرُ فیه الخیال متفوّقًا على کلّ ما سواه، تفوّقًا یجعلُ الرّمز اشارةً دلالیّة الى مختلف الوان المعانی العقلیّة والمشاعر العاطفیّة. اثبتت الرّمزیة وجودها کفنٍ من فنونِ التّعبیر فی الشّعر الحدیث والمعاصر، وعبّرت قصائد شعراء الرّمز عن عواطفهم وما یختلج فی اعماق افکارهم وانفسهم بها افضل تعبیر. ان الرمز من وسائل التصویر الشعریة التی تمنح الشاعر قدرة على التعبیر عن مکنوناته الشعوریة، بالتلمیح والمزج بین الفکر والعاطفة. یحتلُّ البحر مکانة مرموقة فی الشعر، لما لهُ من اثر فعال وحیوی- بوصفه مکانا مفتوحا محملا بالدلالات التی تتناسب مع میول البشر. ان البحر لم یاخذ حقه من الشعر العربی القدیم ذلک لانّ الشاعر العربی القدیم لم یتجاوز الصّورة و الشکل و المعنى بحدیثه عن البحر ولم یصل الى اعماقه واسراره فقد اقترن البحر عند الاقدمین فی غالب الاحیان للهلاک و الغرق و الموج و الصفاء و الهدوء و الزرقة والجود و الکرم و السعة و العظمة و السفن و الاساطیر و وصف معارکهم و ظلت هذه الاوصاف سطحیة لم تمکن الشاعر العربی من استلهام البحر و استکشاف دلالاته العمیقة و المتعددة. و الغایة من البحث تسلیط الضوء على لفظ «البحر» ومعرفة رموزها بالشعر القدیم والحدیث و المدارس الادبیة وکل مدرسة ماذا ترمز کلمة البحر ولهذا کانت مهمة الباحث صعبة لکی یغوص فی اعماق البحار لبیان اهمیة هذه اللفظة و الهدف منها کانت تعطی تارة الارهاب وتارة الغرق ومرة اخرى الحب و الصفاء و الزرقة والجمال. اعتمد الباحث المنهجیة الوصفیة التحلیلیة لیبان الاشعار وتفکیک العبارة وشرح الابیات. وخرج الباحث ببعض النتائج منها هناک فرق کبیر بین معنى البحر فی الشعر القدیم والشعر الحدیث کذلک البحر فی الشعر القدیم لم یاخذ حقه اما فی الشعر الحدیث کانت لفظ البحر تعطی معانٍ کثیرة جدا بل تطورت هذه اللفظة حدیثا عکس ما کانت سابقاً.