الهویة الایدیولوجیة عند بدرشاکر السیاب واحمد شاملو؛ (دراسة مقارنة)

اصبح مصطلح الهویّة شائعا فی میادین الفکر والثقافة، نتیجة لسعی الامم والشعوب للحفاظ على کینونتها وجودها وتحقیق تطلعاتها فی ظل التنافس الکبیر بینها، لاسیّما بعد حقبة ما بعد الاستعمار، وحصول معظم الشعوب على استقلالها والاعتراف بحقها فی تحدید مصیرها على وفق رغبة ابنائها وتطلعاتهم، عن طریق اظهار خصوصیات تلک الشعوب، والسعی للمحافظة علیها سواء ما یتعلق منها باللغة الدین والثقافة والحضارة، و هی بذلک تسعی الىه من اجل نیل الاعتراف بحقوقها ومواجهة حالة التهمیش والاستغلال من قبل القوى الکبرى، وفی نفسه تسعى هذه القوى الى فرض هیمنتها ومرکزیتها على الشعوب الضعیفة او الدول الناشئة، ومحاولة الاستمرار بهیمنتها على مقدرات تلک، الشعوب، وفرض رویتها الاحادیة فی السیطرة على العالم. واذاما انتقلنا الى النص الشعری العراقی والایرانی نجد لغتهما لم تقتصر على محاکاة الجمال والحب فحسب بل راحت تمسرح ما یدور فی المجتمع من امور تمس العصب الهویة بشتى انواعها وما یصیبها من تصدع نتیجة ما تفرزه ایدیولوجیات وروى اجتماعیة وسیاسیة فالشعر العراقی المعاصر المتمثل ببدر شاکر السیاب فی هذه الدراسة، تناولت هذه القضیة لاسباب سیاسیة وصراعات مستمرة من رویة سیاسیة اکثر بینما نرى الشعر الایرانی المعاصر المتمثل باحمد شاملو تناول الهویة من جانب الاجتماعی اکثرو یجتمعان فی مطّب انسانی، ففی الوقت الذی تحاول الابحاث دراسة جمالیات النص تاتی هذه الدراسة لتعالج موضوعاً انسانیاً مازال حدیث الیوم وکان المنهج المتبع لهذا المقال هو منهج وصفی- تحلیلی.