التطبیع رهان المستحیل

اهمیة البحث: یُعدّ الشرق الاوسط من اکثر المناطق تازّمًا فی الفترة المعاصرة على مستوى العالم، بل یمکن القول انّ المنطقة باتت تشکّل مقیاسًا لدراسة سلوک النظام الدولیّ والقوى المهیمنة علیه، والتنبو بالتحوّلات التی تجری داخله. الاشکالیة: ثمّة انقلاب حقیقیّ فی المفاهیم المتعلّقة بالتوازنات او العلاقات الدولیّة، ومنها انّ الحرب لم تعد وحدها الوسیلة الفضلى لتحقیق هدف سیاسیّ معیّن؛ فالسیاسة باتت قادرة على تحقیق اهداف الحرب من دون اشعال فتیلها. فنحن الیوم امام «هرولة عربیّة» نحو التطبیع وطمس للقضیّة الفلسطینیّة، والغاء حقّ العودة للفلسطینیّین، بعد ان اعتادت اغلب الانظمة العربیّة على تجاهل القضیّة الفلسطینیّة، التی کانت جوهر الصراع العربیّ- الصهیونیّ، حیث تراجعت الى ادنى سلّم اولویاتها؛ ان لم نتحدّث عن تواطو بعضها لتصفیة هذه القضیّة والتخلّص من اعبائها السیاسیّة والمادیّة!الهدف من البحث: هذه الورقة البحثیة ستلقی الضوء على بعض الجوانب الرئیسة التی صارت عناوین مفصلیّة فی قضیّة الصراع العربیّ الاسرائیلیّ، فی ظلّ المفردات التی انتعشت من داخل مقولة «النظام الدولی الجدید» اﻟﺘﻲ اطلقها الرئیس الامیرکیّ الاسبق جورج بوش، واکتسبت معانی جدیدة بالتلازم مع الاحداث العالمیّة والاقلیمیّة ومنها: دخول الصراع العربیّ - الاسرائیلیّ مرحلة جدیدة ، هی مرحلة الاعداد والتمهید ﻟ«حلّ سلمیّ» عبر المفاوضات التی بدات فی مدرید لتتتابع وفق اتفاقیّات ثنائیّة، على الرغم من العثرات والصعوبات التی اعترضتها، فانّها فی سیاقها العام متجهة نحو «حلّ سلمیّ» وفی هذا المسار، استخدمت مفردات «الشرق الاوسط الجدید»، و«النظام الشرق اوسطی»، و«السوق الشرق اوسطیّة»، و«التطبیع». وتاسیسًا على ذلک سنسعى لمعالجة موضوعنا من مدخل راهن ونقدی، لطرح بعض التساولات: ما هی العناوین الرئیسة فی قضیّة الصراع العربیّ- الاسرائیلیّ؟ وما هی ابرز التطورات التی عرفتها قضیّة هذا الصراع فی ظلّ التطبیع البحرینی والاماراتی؟ وهل ما زالت فلسطین قضیّة العرب المرکزیّة، والسیطرة علیها سیطرة على قلب العالم العربیّ؟ ام نحن امام خطى متسارعة باتجاه التطبیع العربیّ- الاسرائیلیّ الشامل والاعتراف بالقدس عاصمة للدولة الیهودیّة وتکریسًا لاحتلال فلسطین؟ کیف تمکّنت «اسرائیل» من دقِّ الاسفین بین دول العالم الاسلامیّ معتمدةً على ما بات یُعرف ب«فوبیا ایران»، بعد ان اسهمت الاخیرة بافشال «داعش» وتاسیس «الحشد الشعبیّ «فی العراق، اضافة الى اسقاط مشروع تقسیم سوریا وحصار المقاومة فی لبنان؟المنهج المتبع: منهج التحلیل الوصفی.