السَّبْکُ النَّحْوِی وَاَثَرُهُ فِیْ بِنَاْءِ الْنَّصِ الْخـطْبَةُ الْفَــدَکِیَّةُ اختیارا

هذا بحثُ یتناولُ السَّبْک النَّحْوِی وَاَثَرهُ فِیْ بِنَاْءِ الْنَّصِ الْخـطْبَةُ الْفَــدَکِیْةُ مِثَاْلًا، وقد اقتضتْ خطةُ البحثِ اَن یکون فی ثلاثةِ مباحث هی: السَّبْکُ فِیِ الْمُعْجَّمِ وَالاصطِلَاْحِ وَالْوَظِیْفَةِ، والحَذْفُ، والمَعَاْنِیّ التِیّ یُحَقِقهَا الرَّبْطُ، وقد بیَّنَ البحث قدرة السَّیدة الزَّهراء (علیها السَّلام) على الابداعِ الذی تحقق فی السَّبکِ النَّحْوِی للخطبةِ الشَّریفةِ، فجاءت مقاطع الخطبة متماسکة ومتلاحمة بواسطة رکونها الى ادوات ترکیبیَّة استطاعت (علیها السَّلام) فی ضوئها ان تجعلَ النَّصَ مرتبطًا فی جُمَلِهُ ومقاطعه، واختارت السیدة الزهراء (علیها السَّلام) اختارت اللفظ المُعَبر الموحی ببلاغة عالیة صادرة عن وعی وفکر قل نظیرهما ومثیلهما الَّا عند نبینا الاکرم محمَّد (صلى الله علیه وآله)، وامیر البلاغة والفصاحة والبیان الامام علی (علیه السَّلام)، فارتقتْ باسالیبها وفصاحتها سنام البلاغة؛ اذ جعلت الالفاظ ناطقة معبرة على الرغم من الموقف الذی یناى فیه العقل عن التعقل والتدبر، فجاءت بجمل وعبارات قمة بالحکمة والعلم، واظهرت الدِّراسة انَّ الجانبُ الدِّلالی یتکاملُ معَ الجانبِ الشِّکلی فی تحدیدِ المعنى المُراد مِنْ النَّصِ، و یقومُ الحذفُ بایقادِ ذهن القارئ، لمعرفةِ المحذوف وملء تلکَ الثَّغرة التی خلَّفها الحذف، وهی تشبهُ فی ذلکَ الاحالةُ المقامیة؛ لذا یعدُّ کلًا مِنْ الحذفِ والاحالةِ المقامیة مِنْ اقربِ وسائل الاتساق الشِّکلی الى الانسجامِ؛ ولانَّهما یصبانِ فی قالبهِ.