الخلق اللغوی عند جابر بن حیّان (200ه)قراءة فی مستویاته

ان البحث فی قضیة الخلق اللغوی مهما کان منهجه وغایاته یحیلنا مباشرة على الحدیث عن اللغة والفکر، وعلى طرح تساولات مبدئیة حولهما، والاهم من ذلک فانه یحیلنا على الحدیث عن الدماغ وما له من اثر فی عملیات الخلق تلک؛ ولان هذا الموضوع قد شهد نمواً واسعاً لدى الفلاسفة المسلمین، واستطاعت بعض مقولاتهم ان تزیل الحدود الفاصلة بین الکثیر من المعارف والعلوم الانسانیَّة والعلمیَّة؛ فان هذا البحث سیکون محاولة لسانیّة تستهدف الکشف عن معالم الخلق اللغوی فی التربة الفلسفیّة التی نمت فیها البذرة الاولى للبحث الدلالی عند العرب؛ وعند الفیلسوف جابر بن حیَّان على سبیل التحدید والاختیار؛ للوقوف على رویته الخاصّة باللغة وعلاقتها بالفکر، والدماغ بصورة عامة، والتعرّف على رایه فی مسالة الخلق اللغوی ومستویاته المتعددة منها على وجه الخصوص؛ ولاسیَّما ان الکشف عن ماهیّة الخلق اللغة وسبر اغوار حقیقته لا یتاتى الا بالوقوف على جوهر العلاقة الرابطة بین الدماغ واللغة من جهة، وبین اللغة والفکر من جهة اخرى، وفی ظل فلسفة العلم المعاصر وابستمولوجیا التصنیف العام القائم على التداخل البینی فی البحوث العلمیة والانسانیّة کذلک