متغیرات المرکب الشرطی واثره فی التواصل الخطابیدراسة فی خطاب الامام الحسین ()

الخطابُ الحسینی بوصفِه خطاباً توجیهیّاً للآخرِ مهما کانَ وصفُه بقصدِ الارشادِ والهدایةِ والتذکیرِ بحقِّ اللهِ على عبادِه، وحقِّ رسولِه على المسلمینَ بما وضعَه الله على لسِانه (صلى الله علیه وآله وسلم) فی آیة المودّةِ، یبقى خطاباً تواصلیّاً من خلالِ اعتمادِه جمیعَ وسائلِ التواصلِ اللغوی الممکنةِ بقصدِ ایصالِ الرسالةِ وافهامِ المتلقّی، ومن ثمَّ نجدُ فی هذا الخطابِ الکثیرَ من الظواهرِ اللغویةِ التی لا تنسجمُ عندَ النظرةِ الاولى وقیاسیةَ اللغةِ ومعاییرَها النحویةَ، فهی تُصَنَّفُ تارةً بحسبِ التصنیفِ عندَ علماءِ اللغةِ والنحوِ ضمنَ مقولةِ الاضطرارِ، فلا تسوغُ الا عندَ مَن ذهبَ الى انَّ الضرورةَ لا تقتصرُ على الشعرِ بل هی فی الکلامِ المنثورِ ایضاً، ولکنَّها فی المنظومِ اکثرُ وابعدُ شیوعاً، وتُصَنَّف تارةً ثانیةً فی الشائعِ من الاستعمالاتِ اللهجیةِ المنتشرةِ فی انحاءِ الجزیرةِ العربیةِ، او تکونُ ضمنَ ما وردَ من ظواهرَ لغویةٍ ونحویةٍ فی القراءةِ الثانیةِ المعتمدةِ للنصِّ القرآنی والتی استعانَ بها النحویونَ فی توجیهِ کثیرِ من الاستعمالاتِ اللغویةِ التی راوا فیها خروجاً على القیاسِ الذی وضعوهُ، والمعاییرِ النحویةِ التی اسسوا لها، والبحث ینظرُ فی التغییراتِ التی حصلتْ على الترکیباتِ الشرطیة، والتی تکمنُ فیها القیمةُ الابلاغیةُ لعملیةِ التواصلِ الخطابی التی تتمثلُ فی التاثیرِ والاقناعِ واثارةِ المتلقّی؛ لانَّه هو المقصودُ بالخطابِ، وبذلکَ تبرزُ الوظیفةُ الافهامیّةِ للخطابِ عامةً ولهذهِ الترکیباتِ خاصّةً.