اثر الاتفاقیات والمعاهدات بین الدولتین العثمانیة والفارسیة على الجالیة الفارسیة فی المدن المقدسة فی العراق (1501– 1875)

تُعد العلاقات الدبلوماسیة لای دولة فی العالم محوراً اساسیاً فی منظومة السیاسة الخارجیة لتلک الدولة، ولما کانت المعاهدات والاتفاقیات تشکل جزءاً مهماً من تلک العلاقات، فانَّ عقدها یعزز من مکانة الدولة دبلوماسیاً ویحافظ على حقوقها ، خاصة ان کانت معقودة بین دولتین متجاورتین ، الامر الذی یعزز علاقات حسن الجوار بین الطرفین ، بسبب حرص کل منهما للحفاظ على استقرار الاوضاع عند حدودهما المشترکة من جهة ، وحمایة حقوق افرادهما المقیمین عند الطرف الاخر . وتاسیساً على ذلک فقد مرت العلاقات بین الدولة العثمانیة والانظمة التی تعاقبت على الحکم فی بلاد فارس (الصفویون والقاجاریون وغیرهم)، بمراحل من التشنج والقطیعة وصولاً الى حد النزاع المسلح، وبین الصلح والسلام والهدوء، الامر الذی انعکس سلباً او ایجاباً حسب طبیعة العلاقة بین البلدین، على اوضاع افراد کلّ منهما لدى الطرف الآخر. یرکز البحث على اوضاع الجالیة الفارسیة الموجودة لدى الدولة العثمانیة لاسیما تلک المستقرة فی المدن التی تحتضن العتبات المقدسة فی العراق وفی مقدمتها کربلاء والنجف او افراد الدولة الفارسیة الذین یسافرون بقصد الزیارة اما الى تلک المدن او عبرها الى الحجاز بقصد الحج، من خلال تاثیر بنود المعاهدات والاتفاقیات التی اُبرمت بین الدولة العثمانیة وانظمة الحکم فی بلاد فارس خلال مدة اربعة قرون ، على اوضاع هولاء الافراد من بلاد فارس .