تاریخ کربلاء السیاسی 1968-2003م

اصبحت کربلاء على مر الزمن رمزاً للجهاد المقدس فی سبیل الحریة والکرامة، ومنذ حادثة الطف الى یومنا تعرضت کربلاء الى سلسلة من الهجمات و محاولات طمس قدسیة هذه المدینة او سلب ما تحتویه من نفائس او کلاهما، وعلى الرغم من ذلک استمرت کربلاء بعطائها وتخرج من حوزتها عدد من الشخصیات التی اثرت فی تاریخ العراق، ولم یقتصر دورها على الجانب الدینی والتثقیفی بل کان لها دور بارز فی تاریخ العراق السیاسی الذی کان حافلاً بالانجازات، ورغم طابعها الدینی الذی طالما کان یحاول ان یناى بنفسه عن السیاسة الا انها لم تکن بمعزل عن ما مرّ به العراق خلال سنی عمره. یتابع البحث الاوضاع السیاسیة فی کربلاء للمدة (1968-2003م)، تم اختیار هذه المدة میداناً للبحث لکون تلک المدة التاریخیة مثلت اقسى واصعب مدة مرت بها کربلاء والمدن المقدسة عموماً، سادها الاعتقالات والاعدامات والمطاردة لکل ما هو اسلامی وکل ما یعارض توجهات حزب البعث العربی الاشتراکی، الذی حکم العراق على مدى خمس وثلاثین عاماً. وحاولنا فیها تسلیط الضوء على ابرز النشاطات السیاسیة التی شهدتها کربلاء والمواقف الحکومیة منها. توزع البحث على تمهید ومبحثین وخاتمة. تضمن التمهید لمحات مختارة من تاریخ کربلاء واهم المواقف السیاسیة للمدینة خلال العهد الملکی والقاسمی والعارفی، وکیفیة دخول حزب البعث الى کربلاء. وتناول المبحث الاول کربلاء خلال عهد احمد حسن البکر (1968-1979م)، اما المبحث الثانی اختص باحوال کربلاء خلال عهد صدام حسین (1979-2003م). واخیراً کانت الخاتمة ختام ما توصلنا الیه من خلال صفحات هذا البحث.