دور الخدمة الحسینیة لطلبة الجامعة فی تفعیل مسیرة الاربعین

تعد زیارة الاربعین من النوامیس المضیئة للاعتناء بسیدنا الامام الحسین ین علی (علیهما السلام ) ، فعندما نفهم هذا المعنى الذی یتجلى فی موضوع کالحسین (علیه السلام) الذی بکته السماء اربعین صباحاً بالدم ، والارض بکت علیه اربعین صباحاً بالسواد ، والشمس بکت علیه اربعین صباحاً بالکسوف والحمرة . ومثل ذلک فالملائکة بکت علیه اربعین صباحاً، وما اختضبت امراة منا ولا ادهنت ولا اکتحلت ولا رجلت حتى اتانا راس عبید الله بن زیاد وما زلنا فی عبرة من بعده ، على الرغم من البعد التاریخی لمعرکة الطف .وعلى الرغم من ان مناسبة زیارة اربعینیة الامام الحسین (علیه السلام ) تعد من المناسبات الدینیة السنویة المقدسة للمسلمین عموما، وللشیعة على وجه الخصوص ، الا انها من حیث الجوهر تنطوی على اهداف متعددة لا تنحصر فی جانب محدد ، فهی فضلا عن صفتها الدینیة والشعائریة والاجتماعیة وما شابه ، تنطوی على هدف ثقافی مهم جدا ، یشمل الفئات العمریة کافة ، وعلى الشباب من طلبة الجامعة على نحو الخصوص ، لیرتفع بمستواهم الثقافی الى اعلى درجة ممکنة ، لما للثقافة من دور کبیر فی تطویر حیاة الناس ، فضلا عن وضع طلبة الجامعة امام مسوولیاتهم وجها لوجه.فعندما یکون طلبة الجامعة مسلحون بالثقافة المتوازنة ، واصحاب عقیدة راسخة ، یستمدونها من جذورها الصحیحة ، عند ذاک سوف یکونون فی صدارة المجتمع ، وتاتی زیارة الاربعین لتکون الرافد الثقافی العقائدی للشباب من طلبة الجامعة ، وهی التی تمدهم بنبع الافکار الثقافیة الجماعیة على نحو سنوی ، ففی کل سنة فی مثل هذا الوقت یعیش طلبة الجامعة فی محافظات العراق کافة اجواء هذه الزیارة الخالدة ، ویستمدون منها ثقافة ایجابیة لاسیما فی مجال الافکار التی تدعم مساراتهم الانسانیة السلیمة فی الحیاة. ان البحث الحالی یحاول الوصول الى معرفة دور الخدمة الحسینیة لطلبة الجامعة فی تفعیل مسیرة الاربعین للامام الحسین (علیه السلام ) ، ومن اجل التوصل الى هدف البحث قامت الباحثة ببناء استبانة تتالف من ( 12 ) فقرة ، بعد ان تم صیاغة فقراتها من خلال الاعتماد على الادبیات السابقة ، فضلا عن السوال المفتوح المقدم الى ( 10 ) طلبة من طلبة الاعلام الجامعی . ومن اجل تطبیق الاستبانة على عینة البحث البالغة ( 43 ) طالبا من طلبة الاعلام الجامعی من جنس الذکور ، اذ تم اختیارهم قصدیا من ( 6 ) جامعات فی محافظة بغداد ( بغداد – مستنصریة – النهرین ، کلیة دجلة – التکنولوجیة – کلیة النسور ) . وبعد عرض فقرات الاستبانة على ( 8 ) خبراء فی مجال الاعلام وعلم النفس ، اصبح عدد فقرات الاستبانة تتالف من ( 10 ) فقرات ، ومن اجل تطبیق امکانیة تطبیق الاستبانة على عینة البحث ، تم استخراج معاملات الصدق والثبات لفقراتها ، وبعد حساب الاجابات التکراریة لعینة البحث ، استخرجت الباحثة النسب المئویة لمعرفة مستوى اجابات الطلبة على الفقرات ، ولقد اظهرت نتائج البحث ان جمیع الفقرات قد نالت نسبة ( 83%) فما فوق ، وهذا یدل على ان دور الطلبة قد کان ذو مستوى کبیر فی الخدمة الحسینیة من اجل تفعیل مسیرة الاربعین ، وبعد الحصول على نتائج البحث قدمت الباحثة مجموعة من التوصیات والمقترحات .