الزیارة الاربعینیة مثال لحوار الحضارات الانسانیة

حینما تصل الکتابة عند اسوار ظاهرة زیارة الاربعین المبارکة محولة تقدیم وصف او تفسیر لبعض اشکال ومضمونات هذه الظاهرة الاسلامیة والانسانیة المبارکة. فان اللغة تعلن بکل شجاعة عن عجزها التام عن اقتحام مثل هذا الموضوع الخطیر، ذلک ان الضاهرة المذکورة فوق آلیات الوصف والکشف، ومستویاتها اعمق من امکانیات الغوص البیانی والتجسید اللغوی. لهذا ولغیره، سوف نبذل ما بوسعنا عبر هذه الورقة المتواضعة تقدیم ما یمکن التقاطه من دلالات ومعانی مختلفة تجسدت فی زیارة الاربعین. لیکون فیها ((الفکر العقیدة التضحیة الانسانیة .....)) هی التی تُزار اکثر من زیارة المادة والجسد والمرئی والملموس...، فعند هذه الزیارة الاربعینیة تصبح الزیارة للاحیاء اکثر منها بکثیر زیارة للتودیع ورسم ملامح النهایة والانقطاع، وهذه الفکرة بالضبط، هی ما ینطبق على زیارة الاربعین الحسینیة، التی یمارسها الملایین من محبی اهل البیت علیهم السلام.تکون بحثنا هذا من مقدمة وخاتمة ومبحثین تناولنا فی المبحث الاول مفهوم الزیارة فی اللغة والاصطلاح فضلا عن مفهوم الزیارة فی القران الکریم والسنة النبویة المطهرة , اما المبحث الثانی : فتضمن حوار الحضارات الدولی فی زیارة الاربعین وتفصیل ذلک فی التعارف والتقارب من خلال السیر على الاقدام وزیارة مراقد اهل البیت علیهم السلام من کل الجوانب اذا کان من جانب الولاء والحب لاهل البیت علیهم السلام او من جانب الاطلاع على الاثار والقدسیة للمراقد المطهرة ..فکل المعانی شملت التقارب والوحدة الدولی من خلال اهل البیت . فضلا عن القرب لله تعالى والى رسوله وال البیت من خلال زیارة الاربعین کونها من علامات المومن زیارة الاربعین. ثم بینا على ما نص علیه الدستور الدولی فی الامم المتحدة على اهمیة حقوق الانسان فی العالم وکان من احد هذه الشروط. لکل الشعوب والدول لها الحق فی ممارسة مراسیمها وطقوسها. الدینی والقدسی حسب مقتضیاتها الخاصة بها.واما عن الصعوبات التی واجهتنی فتمثلت بان الموضوع واسع ومتشبع فی فروعة وجوانبه المختلفة فضلا عن کثرة المصادر واختلاف الروایات فی بعض النصوص.