رثاء الامام الحسین (علیه السلام) فی شعر ابی المحاسن الکربلائی دراسة فنیة

الحمد لله رب العالمین والصلاة والسلام على اشرف الخلق محمد وعلى اله وصحبه المنتجبین:وبعد؛ ما ان سقط خامس اصحاب الکساء صریعا على رمضاء کربلاء حتى وبدات تنساب فی عقول الشعراء وخلجاتهم ومضات ، تنشد وتشدوا نوحا والما ورثاء تصف وتتذکر وتتحقق من کل صغیرة وکبیرة لمن قُتل ،وتذم وتهجو وتبشر بالویل والثبور من قَتَل ، تستذکر بقیة الله وابن رسوله وابن علی وبضعة الزهراء واخی الحسن ، کیف لا وهی تتذکر الحسین منارة الشعراء ونور الارض بورة العلم وولد المرتضى لذا لا نستغرب ان تلهج بقضیته السنة الشعراء واقلامهم ومنهم الشاعر ابی المحاسن الکربلائی الذی تذکره رثاءً ببعض قصائده فتذکر مقتله وموقفه الخالد من الظالم ورده علیه وتقدیم نفسه فداء فی سبیل رفعة دین الرب ولتعبید السبل امام مریدیه وشیعته فدرب الحق مقترن بالشهادة والفداء کل هذا بالبحث الموسوم (رثاء الامام الحسین (علیه السلام ) فی شعر ابی المحاسن الکربلائی دراسة فنیة . وتبعا لمقتضى البحث فد ضم اربعة مباحث اهتم الاول بدراسة الالفاظ التی تکررت فی شعره والتی انمازت بوجهتها الفنیة (الموت، والاعلام، والمکان، والزمان، والسلاح، ومن ثم دراسة الایقاع وعناصره التی استغلها الشاعر لعرض تجربته والتی احتاجت للجرس العالی لا سیما وانها قصائد کانت تلقى من على المنابر وامام حشود کبیرة کانت متجهة لزیارة الامام الحسین ( علیه السلام ) فی اربعینیته . وهذه العناصر (التکرار، الجناس، الطباق، والتصدیر) واهتم المبحث الثالث بدراسة الصورة الفنیة فی شعره ثم خاتمة بینا فیها اهم النتائج ومنها: تطغى فی نصوص الشاعر ابی المحاسن الکربلائی کنایات تحقق فی مضانها مدلولات الالفاظ دون ذکرها فمعنى الموت یطغى فی بعض القصائد دون ذکره ولعل سبب ذلک التاکید من قبل الشاعر ان مقتل الحسین تجاوز مفردة الموت الى ما هو اعلى واسمى الى الخلود والذکر الدائم والسبل المعبدة بالحق المتطلب والایمان الحقیقی.