النهوض بالزیارة الاربعینیة من خلال المسارح والمعارض والمکتبات

الزیارة الاربعینیة تعد من اهم الشعائر الدینیة الحسینیة المقدسة من حیث آثارها الثقافیة وحجمها وتفاصیلها، فهی مناسبة انسانیة یشترک فیها الناس باختلاف دیاناتهم وطوائفهم معتبرین ان الحسین علیه السلام رمز ثوری للتحرر من الطغیان، والتسامح والمحبة والتضحیة والایمان بالآخر وغیرها، وان الزیارة الاربعینیة هی قاموس ثقافی جامع لکل المفردات التی نحن بحاجة الیها فی وقتنا الراهن لننهض بوطنٍ وشعب وارض اندثرت لولا وجود روح الحسین واهله واصحابه علیهم السلام ، ولا غرابة ان اصبحت هذه الزیارة الملیونیة انموذجاً حیاً للتلاقح الثقافی الفکری والارتقاء الحضاری، واضحت مثالاً حیاً للتعایش السلمی وتطبیقاً میدانیاً للتکافل الاجتماعی وانموذجاً عبر التاریخ ، ولا یوجد حدث بعد سقوط الهدام عام 2003م یجسد المعانی الانسانیة کالزیارة الاربعینیة . لذلک ینبغی علینا الیوم ونحن نحارب الارهاب الفکری والارهاب الاجرامی الذی یهدد الوجود الانسانی فی وقتنا المعاصر ان نوظف هذه الزیارة وهذا التقارب الثقافی الانسانی الراقی ، من خلال المعارض والمسارح والمکتبات فی نشر وتجسید اهداف ثورة الامام الحسین فی محاربة التخلف الثقافی ونشر الوعی الرصین، ونشر ثقافة التسامح وقبول الآخر ،ومحاربة الارهاب بکل انواعه والتکفیر بکل صوره . ان ثمار تلک الزیارة المبارکة هی الدواء النافع والبلسم الناجع لشعوبنا الراقدة تحت تاثیر الثقافات الخارجیة ومن ابرزها ما یقدمونه عبر الانترنت من برامج والعاب تجعل ابناءنا یقضون اوقاتهم فیها بما یسبب لهم الضرر ، هذا ما استحضرناه فی هذه الوریقات المتواضعة والتی هی مشاعر تجیش فی صدرنا اتجاه هذا الحدث العالمی ، وان قافلة العز والاباء ستسجل المشهد الاخیر لاعظم واقعة عرفها التاریخ البشری، وهی تحمل بین انفاسها جبال الآلام والاحزان التی کتب الله لها الخلود ، لتظل حیة حاضرة فی نفوس الملایین من محبی الامام الحسین علیه السلام عبر التاریخ . فالزیارة الاربعینیة اصبحت انموذجاً حیاً للتلاقح الفکری والارتقاء الحضاری ، واضحت مثالاً حیاً للتعایش السلمی وتطبیقاً میدانیاً للتکافل الاجتماعی ، ولا یبالغ المتتبع لاحداث تلک الزیارة اذا قطع بانه لا یوجد انموذج عبر التاریخ یجسد المعانی الانسانیة کالزیارة الاربعینیة ، نقول یجب علینا ان نوظف هذا التقارب الانسانی الراقی فی تلک الزیارة المبارکة لکل ماهو جمیل ومبدع وانسانی، وان نعکس الصورة المثلى لاهداف واقعة الطف الخالدة من خلال المسرح والمعرض والمکتبة باعتبار هذه الوسائل الثلاثة من الامور المهمة فی نشر الوعی وبناء ثقافة انسانیة خالدة تتماشى واهداف الامام الحسین الخالدة .