السرد الوصفیفی زیارة الناحیة المقدسة

ما زال تراث اهل البیت: بشکل عام ونصوص )الزیارة( بشکل خاص بحاجة الى المزید من البحثوالدراسة والوقوف على مضامینها والحقائق التاریخیة التی احتوتها، وفی هذا البحث نقف عند نص مننصوص الزیارة، وهی الزیارة المسماة بالناحیة المقدّسة التی وردت عن الامام المهدی المنتظر لنحلّل السردالوصفی للوقائع والاحداث التی سجّلها هذا النص، ممهداً بالتعریف بالمصطلحات التی تالّف منها عنوانالبحث، ومنتهیاً بخاتمة تضمّنت نتائج البحث. وما توفیقی الا بالله علیه توکلتُ والیه اُنیب. مصطلح )السردالوصفی(: للتعرّف على هذا المصطلح لابدّ من تفکیک جزئیه المتداخلین وتعریفهما، فالسرد یعنی )قصالاحداث والاخبار، وحکایتها ونقلها من صورتها الحقیقیة الى صورة لغویة، سواء اکان هذا القص حقیقةام خیالاً، وهو الطریقة التی یختارها المبدع او المرسِل لیعرض من خلالها الحدث الى المتلقی او المرسَلالیه(، اما الوصف فهو )انشاء یُراد به اعطاء صورة ذهنیة عن مشهد او شخص او احساس او زمان للقارئاو المستمع. وفی العمل الادبی یخلق الوصف البیئة التی تجری فیها احداث القصص(. مصطلح )الزیارة(:الزیارة فی اللغة: من زاره یزوره زیارةً: بمعنى قصده، فهو زائرٌ وزَوْرٌ وزَوَارٌ، ویُسمى موضع الزیارة المَزَار،فالزیارة تعنی: قصد المزور اکراماً وتعظیماً له واستیناساً به، وحینما یقصد الزائر ذلک المکان یتوجه الىالمزور بقراءة نص قائم على السلام وذکر الفضائل لصاحب المزار، وقد یتضمن الدعاء للزائر والمُزَار، وهذاالنص یطلق علیه مصطلح )الزیارة(. ویکاد یتفرّد الدکتور محمود البستانی فی ذکر )الزیارة( بوصفها جنساًادبیاً فی بعض مولفاته الادبیة والبلاغیة، فعرّف )الزیارة( بانها )شکل فنِّی یماثل الاشکال الفنیة الاخرىمن حیث ادوات الصیاغة: لفظیاً وایقاعیاً وصوریاً وبنائیاً، لکنها تتمیز عنها بکونها تتضمن بعداً وجدانیاًیتجه الى النبی واهل البیت: بصفتهم شفعاء ووسائل الى الله تعالى من جانب، وبصفتهم شخصیات منتقاةقد مارست الوظیفة العبادیة بالنحو المطلوب من جانب آخر...(، وقد تضمن البحث وصفاً لقصة السبیومسیرة الاربعین بذکر بعض النصوص الواردة فیها.