اثرُ المقاربة التداولیة فی بیان مضامین الخطاب(نص زیارة الاربعین انموذجًا)

بسم الله الرحمن الرحیم والصلاة والسلام على خاتم الانبیاء والمرسلین ابی القاسم محمد وعلى آله الطاهرین وصحبه المنتجبین الى قیام یوم الدین.وبعدُ: تحتوی زیارة الاربعین المقدسة على الکثیر من العبر والدروس التی لا بد لکل مومن وموال لاهل البیت علیهم السلام معرفتها والانتباه الیها لما فی ذلک من صلاح للانسانیة جمعاء. وقد جاءت هذه الدراسة المتواضعة رغبة منی فی التقرب الى الله سبحانه وتعالى توسلاً بالامام الحسین -علیه السلام- عسى ان تکون لی صدقة جاریة وذخیرة باقیة فی دار الآخرة. وکان من دوافع البحث فی هذا الموضوع اننی لم اجد بحسب اطلاعی المتواضع احدًا من الباحثین قد تناول دراسة نص زیارة الاربعین دراسةً تداولیة. هذا وقد احببت ان اهدی عملی هذا الى مولانا صاحب العصر والزمان الامام المهدی المنتظر – عجّل الله تعالى فرجه الشریف- فاسال الله تعالى ان یجعلنا من انصاره واعوانه ..انه سمیع مجیب. وقبل البدء بالحدیث عن زیارة الاربعین العظیمة وما اشتملت علیه من تعالیم وقیم ودروس وعبر مبثوثة فیها، لا بد من التعرف فی بادئ الامر على معنى المضامین التداولیة بشکل مختصر لکی تتضح الصورة امام القارئ الکریم.المضامین التداولیة التی جاءت فی هذا البحث المتواضع تعنی فی ابسط صورها المضامین التی تظهر صراحة على سطح الملفوظ تارة، وتارة اخرى تاتی مبثوثة ضمنًا بین کلماتها، وهذا الامر راجع الى بلاغة التعبیر الخطابی الذی وصل الینا على هذه الشاکلة التی نراها الیوم فی کتب الثقاة من الرواة.