اوضاع الزوار الایرانیین القادمین الى کربلاء فی کتابات الرحالة والمسوولین الاجانب

یُعَدُّ الوصول الى مدینة کربلاء من الشعائر والطقوس الثابتة والمهمة لدى الشیعة فضلاً عن بعض ابناء الطوائف والمذاهب الاخرى ، وبعض اتباع الدیانات الاخرى ایضاً ، وذلک بقصد زیارة مرقد الامام الحسین (علیه السلام )، الامر الذی جعله رمزاً للانسانیة جمعاء ، ولذا یقصده الزوار لیس من المدن العراقیة فحسب بل من مختلف بقاع العالم ولاسیما الدول الاسلامیة التی یکثر فیها ابناء الطائفة الشیعیة ، من هنا فقد سلط بحثنا الضوء على ( اوضاع الزوار الایرانیین القادمین الى کربلاء فی کتابات الرحالة والمسوولین الاجانب ) ، وذلک لکون بلاد فارس (ایران ) هی من اکبر الدول الاسلامیة التی اغلب شعبها هم من اتباع المذهب الشیعی ولهذا یقصد کربلاء عدد کبیر من الزوار على مدار العام لاغراض متعددة تم ایضاحها من خلال البحث . وتترکز الاسباب التی تدفع اولئک الزوار للقدوم الى کربلاء لاغراض الزیارة اولاً ، والسبب الآخر هو لدفن الموتى على اعتبار انَّ مدینة کربلاء هی من المدن المقدسة ، وتم التعرف على اوضاع الزوار من خلال کتابات الرحالة الاجانب الذین وفدوا الى العراق بمدد تاریخیة مختلفة وقدموا معلومات تفصیلیة من حیث الاعداد التی تصل الى کربلاء والصعوبات التی کان یتعرض لها اولئک الزوار ایضاً ، فضلاً عن الاسباب التی تدفعهم لتحمل الصعوبات والوصول الى کربلاء ، کما حاول البحث التعرف على اوضاع الزوار من خلال کتابات المسوولین الاجانب بمختلف اعمالهم ومناصبهم ، وایضاً ما تناولته الوثائق الرسمیة العثمانیة لکونها کتبت من خلال المسوولین الحکومیین العثمانیین ، حیث تم التعرف من خلالها على انعکاسات الظروف السیاسیة بین الدولتین على اوضاع الزوار وکذلک المفاوضات التی کانت تجری بینهما وماهی الاتفاقات التی تخص دخول الزوار ، فضلاً عن ذلک تناول البحث بعض الکتابات التی کتبها بعض مسوولی الدول الاجنبیة التی کان لها نفوذ فی المنطقة.