دور طب الحشود فی حمایة وتعزیز صحة تجمعات الزائرین فی الزیارة الاربعینیة للامام الحسین (علیه السلام)

تُعدُّ الزیارة الاربعینیة من اکبر التجمعات البشریة السلمیة فی العالم حیث یاتی الملایین لزیارة قبر الامام الحسین (ع) مشیاً على الاقدام او راکبین. تهدف الزیارة الحسینیة الى تنمیة ارتباط الزائرین بالدین المحمدی الذی ابتدا محمدیاً واستمر حسینیاً . قال رسول الله (ص) (حسین منی وانا من حسین). یتعرض هذا التجمع او قد یتعرض لمخاطر صحیة نتیجة لتفشی الامراض المعدیة وغیر المعدیة المستوطنة فی العراق او الوافدة، بالاضافة الى الحوادث المتنوعة واخطارها الکبیرة واهمها الحوادث المروریة. تهدف هذه الدراسة الى الاجابة عن التساول الآتی: ما عسانا ان نفعل نحن مقدمو الخدمة الطبیة لحمایة صحة الزائرین من المخاطر، وکیف نعزز اجراءات الخدمات الصحیة للنظام الصحی المحلی الذی یتحمل عبئاً اکبر من طاقته المصممة للظروف الاعتیادیة التی تعانی اصلاً من تحدیات کبیرة؟ رکزت هذه الدراسة على ضرورة الاعتماد على تحدید المخاطر قبل الزیارة واثناءها وبعدها، وذلک من خلال مراجعة الادبیات السابقة (الدراسات الصحیة والابحاث العلمیة) المحلیة، بالاضافة الى الاطلاع على ما نشر من تجارب الآخرین کما فی حج مکة المکرمة والالعاب الاولمبیة.وضحت الدراسة اهمیة تطبیق طب الحشود وتدریسه فی مناهج کلیاتنا الطبیة لتلبیة حاجة الزائرین للخدمات الطبیة الجیدة، ویکون للجامعات ودوائر الصحة والعاملین فی العتبات المقدسة والاعلام دورٌ کبیر فی ذلک اضافة الى تحریک التواصل الاجتماعی لترسیخ ثقافة العمل التطوعی وتقویة المهارات الاداریة للقائمین فی المواکب لتخلیص او تعدیل السلوکیات غیر الصحیة للزائرین وتعزیز ثقافة نظافة البیئة واعتماد الممارسات المبنیة على الدلیل.من خلال مراجعة الابحاث المنشورة المتعلقة بالمشکلات الصحیة التی قد تواجه الزائر والتی تم تحدید اهمها حسب الاولویات والتی قد تنتشر فی حشود الزائرین کالتسمم الغذائی والکولیرا والتهاب الکبد الفایروسی نوع aوالانفلونزا الموسمیة والوبائیة h1n1 وامراض الجهاز التنفسی الساریة الاخرى کالحمى الشوکیة (السحایا) والتیفوئید. اکدت الدراسة على ضرورة اشاعة ثقافة التمنیع وضرورة حمل الوافدین بطاقة اللقاحات والخلو من الامراض، وسلطت الدراسة الضوء على حجم انتشار بعض الامراض غیر المعدیة کارتفاع ضغط الدم الشریانی وداء السکری.بالرغم من حجم الامراض والمخاطر التی قد یتعرض لها الزائرون، لم نلحظ لمنظمة الصحة الدولیة دور ملموس فی رعایة هذا الحشد الانسانی الکبیر علماً ان هذه المنظمة هی المستشار الاول لوزارة الصحة العراقیة.ان تحسین الظروف البیئیة وفحص مقدمی الطعام وتوفیر الماء الکافی والصالح للشرب ومعالجة النفایات والتخلص من القوارض والحشرات الناقلة للمرض ومکافحة الکلاب السائبة تساهم فی تقلیل الامراض التی قد یتعرض لها الزائرون، بالاضافة الى الترکیز على الوقایة من حوادث السیر.استغلال هذه المناسبة لمحاربة عادة تدخین التبغ المنتشرة بشکل کبیر جداً بین الزائرین والتی تعد الباب الملوکی لولوج الشباب خاصة الى عالم الادمان على المواد ذات التاثیر العقلی. توزیع الادویة العشوائی وسوء استعمالها من قبل الزائرین دون حاجة الیها وصرفها من قبل اشخاص غیر متخصصین وعدم التاکد من صلاحیاتها تشکل مشکلة صحیة خطیرة للزائرین.ان التخطیط السلیم ودراسة ما یحصل فی کل زیارة اربعینیة هو حجر الزاویة لحل المشکلات الصحیة التی تواجه الزائرین الذین یستحقون اجود الرعایة والخدمة. بیَّنت الدراسة انعدام الابحاث العراقیة المتعلقة بصحة الزائرین وتوصی بالترکیز على اولویة البحث العلمی التداخلی الرصین لحل مشاکل الزائرین او تذلیلها وبتمویل یسمى بالوقف البحثی (میزانیة مصغرة لمشاریع بحوث وحسب اولویات المشکلات) تحت اشراف العتبات المقدسة، وتدریس طب الحشود فی کلیات الطب العراقیة لتلبیة حاجات الزائرین للخدمات الصحیة الجیدة.