العقائد والارهاب الفکری، تشخیص ومعالجة

ان الحدیث عن العقائد حدیث دقیق وخطیر جداً، وذلک لما یترتب علیه من صلاح للمجتمع او افساد فیه، فصلاح العقائد یتناسب طردیاً مع صلاح المجتمع ، وعکسیاً مع فساده، ویکاد یکون هذا القانون تکوینیاً ، نستشعره من خلال النصوص القرآنیة الکثیرة ومنها قوله تعالى: (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِی الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا کَسَبَتْ اَیْدِی النَّاسِ لِیُذِیقَهُم بَعْضَ الَّذِی عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ یَرْجِعُونَ) سورة الروم الآیة 41.فعلاقة الفساد باعمال الناس واضحة جداً فی هذه الآیة، والواقع ان الاعمال مترتبة على ارادة الناس، وارادة الناس مترتبة على عقولهم والعقول هی محل الاعتقاد، فالمحرک للید هو ارادة العقل الممتلئ بالفکر، وهذا الفکر اما ان یکون مرتبطاً بارادة الله ، او مرتبطاً بالهوى والزیغ الشیطانی ، لذا نضع ایدینا على ضرورة العمل لانبات عقائد حقة توجه نحو رضا الله تبارک وتعالى ، وارتایت تقدیم هذا البحث بهیئة مبحثین تعالج قضیة الارهاب الفکری وارتباطه الوثیق بالعقائد ؛ ذلک لان الواقع التنظیری للموسسة الفکریة ذات العقائد المنحرفة قد وزع عمله على مستوى یتعامل معه على اساس الارهاب الامنی والتصفیة الجسدیة، وقسم آخر یتعامل معه على اساس الارهاب الفکری ، واکثر ما یقلق ان محافظاتنا الجنوبیة تتعرض الى الارهاب الفکری من خلال تقدیم المصادیق المزیفة لمفاهیم مرتبطة بالعقیدة الاسلامیة والرموز التی تنادی بعملیة الاصلاح قبیل ظهور الامام الحجة (علیه السلام) مما یشوش على الناس عقائدهم ، لذا من الضروری الدعوة الى العمل الموسساتی من اجل رصد الاشباه والنظائر المصطنعة ومحاربة فکرها المنحرف.