القرآن الکریم فی فکر ومنهج الامام الخمینی ( قدس)

جاءت الرسالات السماویة ثوریة فی قیمها لاعادة ترتیب ابجدیات القیم والاخلاق، واحیاء العلاقة بین الانسان وصانع الوجود من خلال تحرکه فی صناعة التاریخ لتعید قیم الخلافة الالهیة کما سطرها الله تعالى ، وبینها انبیاوه ورسله الذین ارسلهم لقیادة حرکة المجتمع لبسط الامن ونشر العدل وغرس المثل العلیا التی جاءت بها الشرائع السماویة . احیاه مجدد الاسلام المحمدی بعد ان اتخذه المسلمون مهجورا ، رغم احتوائه على التشریعات التی تحتاجها الامة لبناء حضارتها لتکون خیر الامم ، لا ان تتهاوى وتترنح کما هو الحال ، وکل یوم اسوا من سابقه ، لم تتعظ من هلاک الامم الغابرة نتیجة حیادهم عن طریق الحق.احیاه الامام روح الله الموسوی الخمینی ره فی کل المجالات الحیاتیة فی الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة ، السیاسیة والاجتماعیة والاقتصادیة والعسکریة.وبدیهی ان نرى هذا الاهتمام الکبیر لکتاب الله العظیم منذ نعومة طفولته وشبابه المبارک، فقد اختلط القرآن الکریم بلحمه ودمه التحاما وجاذبیة نورانیة ، حتى غدا سلوکه وفکره ومنهجه قرآنیا شهد له بها العدو قبل الصدیق ، ولمس فی حرکته وسکنته نور القرآن وروحه، ولعل الصورة الجمیلة التی رسمها لنا سماحته من مصادیق تعلقه بالقرآن الکریم وانشغاله العمیق بتطبیق تشریعاته واحکامه. اعلم ان هذا الکتاب الشریف کما صرح هو به ، کتاب الهدایة ، وهادی سلوک الانسانیة ومربی النفوس وشافی الامراض القلبیة ومنیر طریق السیر الى الله . وبالجملة ، فان الله تبارک وتعالى ، لسعة رحمته على عباده انزل هذا الکتاب الشریف من مقام قربه وقدسه ، وتنزل به على حسب تناسب العوالم حتى وصل الى هذا العالم الظلمانی ، وسجن الطبیعة ، وصار على کسوة الالفاظ وصورة الحروف لاستخلاص المسجونین فی سجن الدنیا المظلم ، وخلاص المغلولین باغلال الآمال والامانی وایصالهم من حضیض النقص والضعف والحیوانیة على اوج الکمال والقوة والانسانیة ، ومن مجاورة الشیطان الى مرافقة الملکوتیین، بل الوصول الى مقام القرب وحصول مرتبة لقاء الله التی هی اعظم مقاصد اهل الله ومطالبهم... ومن مقاصده الاخرى ومطالبه : الدعوة الى تهذیب النفوس وتطهیر البواطن من ارجاس الطبیعة ، وتحصیل السعادة )8اننا امام شخصیة لها ابعاد عدیدة ، شخصیة متمیزة فی تفردها ، وفریدة فی تمیزها خصوصا والامة الاسلامیة تعیش حالة الخنوع ، وتسلط الاستکبار، فسلبت منها قوة الاسلام والهالة القدسیة التی کانت تهابها الامم ، فجاء وعد الله تعالى وتحققت نبوءة النبی الاکرم صلى الله علیه وآله وسلم بقیام قوم الصحابی سلمان المحمدی بنصرة الاسلام ، فعاد غضا ، وعادت بعودته آمال المستضعفین فی العالم فی الانعتاق من قیود المستکبرین الظلمة . شخصیة الامام الخمینی ره وان ارتبط اسمه بالثورة الاسلامیة المبارکة فان لهذه الشخصیة العظیمة جوانب اخلاقیة وفکریة وروحیة طبعت بطابع القرآن وسیرة اهل البیت علیهم السلام ، ولا سیما الامام الحسین علیه السلام ونهضة عاشوراء التی کانت الثورة الاسلا