دور الغدیر فی توجیه المجتمعات البشریة

تارة ننظر الى واقعة الغدیر بنظرة تحدها الحدود الزمانیة، والتی توطرها الاطر الجغرافیة المحددة، واخرى ننظر الیها کمرحلة تتوسط بین مرحلة بعثة النبوة وبین مرحلة استلام مهام البعثة، والمراد بمرحلة النبوة هو کل الثقل الموروث للنبوات قاطبة، وانما قیدناها بالبعثة من باب ارادة الکل بذکر الجزء الاهم الجامع والشامل والمختزل لکل ما تقدمه، ولعل کلمة الهیمنة التی جاءت فی الآیة المبارکة: «وَاَنزَلْنَا اِلَیْکَ الْکِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَیْنَ یَدَیْهِ مِنَ الْکِتَابِ وَمُهَیْمِنًا عَلَیْهِ». تبین هذا المطلب، فبهذا البیان تکون واقعة الغدیر منعطفاً من اهم المنعطفات التی رسخت واثبتت رکائز اهداف الخلقة، وساقت الولایةُ البشریةَ الى حیث تحقیق اهدافها الوجودیة، وکان هذا بقیادة العقل، وسنتعرف على هذا الامر فی الصفحات القادمة بشکل جلی مع الاختصار.