ادب الحوار فی ثقافة اهل‌ البیت

قد لا یکون لموضوع من الاهمیة على مر الزمان مثل ما للحوار من اهمیة، تتضاعف تلک الاهمیة فی زماننا الحاضر، ‏فقد کثرت وسائل الاتصال وبرامج الحوار حتى عجّت بها القنوات الفضائیة وما تبثّه هذه القنوات من الغث والسمین، ‏ومن افکار ضالة وعقائد منحرفة، لا توثر على ابنائنا شئنا ام ابینا فقط، بل تحرق الاخضر والیابس فی مجتمعاتنا ‏ایضاً بما تغذیه من مشاعر العداء والتفرقة.‏ وبالمقابل، فان الحوار یبقى الوسیلة الاهم لمقابلة تلک الهجمات الضالة من جهة، ونشر الهدایة ونور الحق من جهة ‏اخرى، الا ان ذلک بشرطها وشروطها کما یقولون کما هو الحال فی ای عمل علمی یراد به ان یکون قائماً على اسس ‏فنیة صحیحة؛ لکی یوتی اکله ویوصل الى ما اعد له من اهداف وغایات، وهنا یاتی البحث فی ادب الحوار وفی ‏ضرورته القصوى، فنحن ولله الحمد لدینا ثروة ثقافیة وفکریة وعقائدیة واجتماعیة وسیاسیة عظیمة قائمة على اسس ‏ثقافیة اسلامیة منطقیة واخلاقیة صحیحة، متمثلة بالقرآن الکریم والعترة الطاهرة علیهم السلام، فهم مدرستنا وملاذنا فی هذه ‏الحیاة الملیئة بالامواج العاتیة التی تعصف بالاسلام من کل الجهات، فعلینا ان نقتدی بهم ونتسلح بفکرهم وثقافتهم فی ‏مواجهة الطرف المقابل؛ من اجل الوصول الى الحقیقة بطریقة فنیة صحیحة هادئة موضوعیة قائمة على اسس الحوار ‏وآدابه الصحیحة وبالادلة والبراهین الواضحة، قال الله تعالى: ‏وَجادِلْهُم بِالَّتِى هِىَ اَحْسَنُ‏[النحل/ 125].‏ واما منهج التحقیق الذی اخترناه فی هذه المقالة، فهو المنهج التوصیفی التحلیلی المرکب، وهو المنهج المتبع فی اکثر ‏الدراسات الاسلامیة والانسانیة بصورة عامة.‏ واما اهم النتائج التی توصلنا الیها من خلال البحث والتحقیق فی هذه المقالة ما یلی:‏‏1 الحوار هو العنصر الاساسی فی ای تفاعل معلوماتی حتى لو کان هذا التفاعل بین شخصین لا اکثر.‏‏2 وبناء على الحقیقة السابقة، یتبین ما للحوار من اهمیة فی تبادل المعلومات وبناء الفکر والحضارة.‏‏3 وللاهمیة القصوى التی یتمتع بها الحوار، لابد ان یکون هناک قواعد وضوابط خاصة تحکم ذلک العنصر بحیث ‏یعطی اکله ویوصل الى الاهداف المتوخاة منه.‏‏4 ان خیر ما یُستقى منه اسس الحوار وآدابه هو الثقافة الاسلامیة المتمثلة بالقران الکریم وعِدله؛ اقصد اهل‌البیت علیهم السلام.‏‏5 اهم اسس الحوار فی الثقافة الاسلامیة هی: الاخلاص والاحترام والموضوعیة.‏