>
Fa
  |  
Ar
  |  
En
بین منهجی السماع العربی و الوصف الغربی دراسة تاصیلیة مقاربتیة فی اسس المنهجین
نویسنده
حلیم رشید
منبع
الاثر - 2005 - شماره : 4 - صفحه:368 -383
چکیده
للدرس اللغوی العربی القدیم خصائصه العلمیة المنهجیه التی مازالت تمد الدرس اللسانی بافکار علمیة جادة و مهمة. و قد اسس هذا الدرس على اصول شهیرة ذکرها القدامى ممثلة اساسا فی منهج السماع الذی تقترب طرائقه فی التنظیر ما جد عند المحدثین من نظریات. هذه المقالة تعالج جانب من هذا التقارب المنهجی. عرف المجتمع الانسانی ظواهر کونیة متنوعة ، شارکته الوجود و الحیاة ، ولعل اقدمها على الاطلاق ، خلقت معه ، و قطنت داخله هی اللغة ، ظاهرة مارسها منذ نشا ، تواصلا و تفکیرا غیر ان غلغلة النظر فی وجودها ، و سبر اغوار عناصر تختلف عن حقیقة وظیفتها الاساسیة، فلم یترعرع بسط القول فیها الا بعد قرون خوالی من ظهورها، و تواصل الحدیث عنها حتى اصبح ضربا من المعرفة و علما من علوم الوجود یسمى باسمها: علم اللغة. و هذا الاصطلاح العلمی حدیث ( 1) لم یتبلور برسمه الحاضر الا بعد ان استفاد من جهود القدامى الذین ساهموا فی وضع اصوله و تثبیت قواعده، حتى اصبح علما له ادواته ومناهجه وغایاته، لقد اصبح هذا العلم حلقة من حلقات النشاط الانسانی ومعلما من الثقافة البشریة یهفو الى و ثوقیة الضبط العلمی الدقیق و یصبو الى تملک منهج صارم ، یتقید بجوهر ثابت، هو : اللغة : وسیلة و غایة ، دارسة و مدروسة، و بعبارة علمیة مقننة: اعتبار اللغة وحدها بورة البحث و التنظیر ، و هو لا یختلقها ، و لا یعین واحدة، و لا یخص اخرى ، معاضلا بینها او مفاضلا. انه یلتفت الى اللغات جمیعها من اجل تحلیلها و وصفها متعضدا باسالیب المنهجیة الصارمة التی تتعافى الاحکام المسبقة الشرود ، و مشفع بمقصد علمی بعید ، وهو : الحصول على معلومات حول اللغة بشکل کلی و عام و الایضاح عن المتغایر من وظائفها و حدد علم اللغة الحدیث ( 2) شرعة مساراتها فی الالتفاف حول میدانه : اللغة بوصفها ممیزة بخاصتین - على غیرها - من الظواهر الکونة: الخصیصة الملفوظیة aspect phonétique ب- الخصیصة الوظیفیة aspect fonctionnel وادرک علماء العربیة القدامى هذا التمایز الذی المع هذه العلامة الکونیة المعظمة و اشار احد کبراء العربیة الى دلائلیتها بقوله: اما حدها فاصوات یعبر ها کل قوم عن اغراضهم ( 3) وتنبه اوائل باحثینا الى هذه المزاوجة التی تحملها هذه الاداة، و عزموا على متابعتها بالبحث و الاستقصاء والنظر فی احوال مرکباتها ، انطلاقا من وسطها الطبیعی الذی فیه درجت وعلى السنة اهلها نطقت. و نعتقد ان هذا المسلک العلمی البادی فی منهجیة درسهم ضاهى ما یقوم به الباحثون فی زماننا، حیث رکزوا فی ابحاثهم على سلوک اللغة نفسها کما استقرت على السنة اهلها. ومن ثمة تسهل مهمة الباحث اللغوی وتستبین مهمته فی وصف الحقائق اللغویة کما هی مرصودة و تحلیلها، واستخراج الاصول و القواعد منها ( 4) قلنا ، ومثل هذا المنحى مشهود فی تراثنا اللغوی، و لم تکن ثقافتنا اللسانیة خلوا منه، وبناء على هذه الاهمیة، عزمنا على اظهار وجاهته، عقیدة ربط المعاصرة بالاصالة ،وعقیدة علمیة فی اذکاء الوعی العلمی بنفعیة افکار اسلافنا وجدیتها، استجابة صریحة لظروف معرفیة و لدها اللهج بقافة الغیر والتبشیر بسلطانها واستنفار العقول لاحضانهاو استعلاء شرعتها. ایماننا عمیق بضرورة استثمار مرجعیاتنا المنهجیة و ما قدمته من اسس معرفیة تنفخ فی علاقتنا بتراثنا روحا جدیدة تسمح بترصد قواعد الجدة و تحویل قوى النفع فیها، و اسقاط المفاهیم المستحدثة علیها. و فی هذا المجال نجد صدى لبعض المناهج اللسانیة فی دراسات القدامى، تحدیدا فی آثارهم المدونة ( 5)، و قد ظلت شامخة بموضوعاتها تطاول ما یظهر فی الغرب من ابحاث لغویة جادة و عمیقة ( 6) و تصحح ما وصلوا الیه من نتائج ( 7) ان حرکة التاصیل المنهج فی العربیة قدیمة من حیث الانطلاقة التاریخیة، اذا اربتطت بمکونات الحضارة الاسلامیة اساسا، و کانت ترمی – تلک الحرکة- الى وضع القوانین اللغویة التی تکون اساسا لاستنباط الاحکام ، و لهذا کان لزاما على کل متقدم لهذا المیدان المعرفی ان یطلع على طرائق الاستدلال التی حوتها اضرب العلوم الاسلامیة ، و هی عند موطریها القدامى : سماع و اجماع و قیاس ( 8) و ابدل بعضهم الاجماع باستصحاب الحال. قال ابن الانباری [ت 577 ه] . نقل و قیاس و استصحاب حال و مراتبها کذلک ، و کذلک استدلالتها ( 9) و مما لا شک فیه ان هذا التاصیل یدل على ابتکار علماء العربیة لمناهج تیسر الکشف عن طرائق البحث، و مشروعیة العمل بها، و هی على حد تفصیل احد الباحثین: اصول النظر العلمی، و قد تعلقت هذه الاصول بین الوصفیة و المعیاریة، حیث تتمثل الوصفیة فی السماع وتصنیف المادة اللغویة المسموعة ، بینما تتمثل المعیاریة فی القیاس و التعلیل ( 10) وبهذا ، فمنهج السماع او ما یطلق عند بعضهم بمنهج النقل ( 11 ) له اقطار تقاطعه مع بعض اسس المناهج الحدیثة ، خاصة الوصفی الذی استعلاه الدارسون و لحبوا بنظریاته ( 12 ) و الحق نقول، ان بعض قواعد هذا المنهج مرسخة فی تاصیل علمائنا القدامى ، و اعین بالتخصیص فی اصول منهج السماع. وعندئذ یصبح التساول حول طبیعة هذا المنهج مشروعا و التساول عن ضروب التداخل بینه و بین المناهج اللسانیة ، کذلک محقا ؟ ونعتقد ان الاجابة عن السوالین واجب علمی ، و ایصال الاجابة و ربطها بالدرس العلمی المعاصر واجب حضاری اولا و علمیا ثانیا.
آدرس
المرکز الجامعی, الجزائر
Authors
Copyright 2023
Islamic World Science Citation Center
All Rights Reserved