غارات القبائل النجدیة على کربلاء فی مطلع القرن التاسع عشر

تعد الهجمات التی شنتها القبائل النجدیة على کربلاء فی مطلع القرن التاسع عشر انموذجا لنزاعات وحروب قبلیة حملت فی طیاتها غایات شتى، وترکت اثارا واضحة و عمیقة فی مجمل الاوضاع السیاسیة والاقتصادیة لسکان المنطقة . وقد حاول الباحث اولاً القاء نظرة ممهدة على العلاقات العراقیة –النجدیة فی المدة السابقة للاحداث موضوع البحث ،الهدف منها معرفة الاسباب الحقیقیة التی ادت الى تلک الهجمات ،وهی اسباب متشابکة ومتنوعة ، ف یها ما هو سیاسی وآخر اقتصادی . اما الغارات فقد کان اولاها واقساها ما حدث عام ١٨٠٢ ، ناقش فیها الباحث مسائل کثیرة کانت فی وقت سابق موضع شک مثل عدد مقاتلیها وتوقیتها وعدد ضحایاها ، ثم شخّص بموضوعیة حسب رایه بعض الاخطاء التی وقع فیها الباحثون او المورخون الذین سبقوه مع الاقرار بقیمة ما کتبوه . واستعرض عملیات القتل والنهب التی اقترفت فی الغارة ، کما ناقش المواقف التی اتخذتها القوى الدولیة والاسلامیة انذاک مثل حکومة الممالیک فی العراق والدولة العثمانیة والدولة القاجاریة والبریطانیین تجاه حوادث کربلاء ، وانعکاس ذلک على علاقات بعضها بالبعض الاخر . ثم درس الباحث الغارات اللاحقة والتی وقعت فی الاعوام ١٨٠٣ و ١٨٠٤ و ١٨٠٥ و ١٨٠٧ و ١٨١٠ والتی تعرضت لکربلاء والنجف والحلة والبصرة وقبائل المنتفق جنوب العراق .