الجانب الاداری فی کتابات الرحالة الاجانب فی القرن الثامن عشر میلادی

عرفت الاوضاع السیاسیة لمدینة اسطنبول خلال القرن الثامن عشر المیلادی فی معظمها ضعفاً فی اجهزتها الحکومیة. و فی عهد سلاطینها ظهرت الدولة العثمانیة فی هذا القرن بین مد و جزر، تظهر تارة بمظهر القوة وتارة اخرى بمظهر الضعف و التراجع، وفی النهایة کان الحظ فی میزان القوى الذی اتجهت لصالح الدول الاوروبیة، بفضل تفوقها العسکری، و اقامتها للتحصینات الدفاعیة، التی تمکنت من وضع حد للتمدد العثمانی فی اوروبا، نتیجة المعاهدات التی تم بموجبها تقلیص حدود الدولة العثمانیة. رغم ان بعض السلاطین سعى الى اصلاح اوضاعهم. کما شهدت هذه الفترة خلافة العظماء لاکثر من ثمانیة وسبعین وزیراً، و هو الوضع الذی لم تعرفه الدولة منذ تاسیسها، و ظهور الجیش الانکشاری، واصبحوا معول الهدم، وشکلوا نقمة على الدولة، فبرزت ثوراتهم المتعددة و قویت، اوصلتهم الى حد احداث الفوضى، فضلا عن قتل السلاطین و عزلهم و ایصالهم الى السلطة.