الاسالیب الوقائیة والتادیبیة لجرائم الاحداث بین الشریعة والقانون

الجنوح والاجرام والانحراف, وهوَ مَاْ تکّفلت بهِ الشریعة الاسلامیة اوّلاً مِن خلال توفیر الرعایة والحمایة والوقایة لهذا الکائن البشری الصغیر وصیاغته صیاغة اسلامیّة قویمة، حرصاً منها على حفظه وصیانتهِ مِن کُلّ الملوثات والموبقات والعراقیل التی قد تعترض طریقه، وبداتْ بهذهِ الصیاغة منذ انْ کانَ جنیناً فی بطن امه, فـرضیعاً ثُمّ فطیماً ثُمّ طفلاً ثُمّ مراهقاً ثُمّ شاباً یافعاً ثُمّ رجلاً اکتملت فیه خصائص الرجولة ولانّ البدایة یُکمن فیها مَاْ یُنبئ عن النهایة، ِمنْ هنا جاءَ هذا الاهتمام الکبیر بهذا الحدث قبلَ انْ یُولد وهوَ امرٌ سبقت فیهِ الشریعة الاسلامیة سائر الانظمة والقوانین الوضعیّة التی حاولتْ معالجة جرائم الاحداث- بعد وقوعها- بسنّ تدابیر اصلاحیة تقویمیة الغایة منها رعایة الاحداث واصلاحهم مِن خلال مَاْ تنطوی علیه مِن مقومات تحقّق هذه الغایة فجاء علاجها- کما سنرى- ناجحاً مفیداً.