الاعجاز القرآنی عند البلاغیّین – دراسة نقدیّة

بحث العلماء فی اعجاز القرآن الکریم وردّوه مرّة الى طریقة نظمه وترتیب الفاظه نحویّاً. ومنهم منْ ذهب الى انّ عجز العرب عن محاکاته یعود الى انّ الله تعالى صرف الناس عن مجاراته. ومرّة ثالثة قالوا انّ مردّ عجز العرب یعود الى فصاحة القرآن الکریم. وتعرّض البحث الى جهود المعتزلة والاشاعرة ؛ فمعظم ما وصل الینا فی قضیّة الاعجاز هی للاشاعرة والمعتزلة ، فقد بذل الاشاعرة من مثل الباقلّانی وعبد القاهر الجرجانی وغیرهما جهوداً کبیرة فی الاعجاز.وهذه الجهود الکبیرة – على اهمیّتها واصالتها؛ الّا انّها لمْ تکنْ شافیةً؛ ونقد البحث کلّ ذلک وقرن الحجّة بالحجّة والدلیل بالدلیل ؛ لینفذ الى انّ فی هذه الآراء صحّة فالقرآن معجزٌ بعمومه بتنزیله وبالفاظه المنتقاة على قدر معجز من الدقّة والتعبیر عن المعنى المطلوب بشکل لا یستطیع البشر – مجتمعین – من الاتیان بمثله مع انّ القرآن تحدّاهم وابقى هذا التحدّی مفتوحاً. وهو معجز ایضاً باُسلوبه وبنظریّاته وبما اخبر عن الغیب وباُمور اخرى سیاتی البحث على ذکرها.