الاستلزام الحواری فی شعر ابی الحسن التهامی - مدیح الامراء انموذجاً

یعد الاستلزام الحواری من المصطلحات الحدیثة التی ظهرت على ید احد علماء الغرب (جرایس)، حیث یقوم هذا المصطلح بدراسة معنى الجملة من خلال منظورین احدهما ظاهر و الآخر ضمنی، و هذا ما سندرسه فی مدائح الامراء عند ابی الحسن التهامی، حیث سعى الشاعر الى تدجیج الابیات الشعریة بمعانی کبیرة تحفل بالممدوح و تصفه فی مراتب علیا من الفضائل و القیم النبیلة، فضلا عن مقدمات هذه المدحات التی جاءت بشیفرات ملغزة تحمل رموزا خفیة ترتبط مفاتیحها بمدح الامراء ک (معتمد الدولة، حیدرة بن یملول، و نصر الدولة ابا نصر احمد بن مروان بن دوستک)، و هذا ادى الى خرق کبیر لقواعد مبدا التعاون التی تعمل بدورها على تحدید الکلام، و الحقیقة انه لا یمکن تحدید الغرض الشعری (المدیح) على وجه الخصوص بمجموعة قواعد تحکمه ؛ ذلک لان المدیح بطبیعته یتطلب من الشاعر الغلو و المبالغة فی رسم صورة الممدوح و ما یتطلبه ذلک لاقناعه سواء للعطاء او غیره، و لرفع مکانته بین اقرانه و عامة الناس، فالقصائد المدحیة تعمل کوسائل دعائیة للشخص المقصود، تعلو من قدره فی المجتمع.