مباحث علوم القرآن فی روایة المعصوم (ع) عند الحسین بن سعید الاهوازی

تضمن القرآن الکریم من المعانی و البیان، و الفصاحة و البلاغة، و العلوم و الفنون ما کان له الاثر البالغ فی نفوس المسلمین و غیرهم من اهل الملل و النحل، و هناک جملة من العلوم قد استخرجت من صمیم القرآن، و استنبطت من اصول آیاته، و هو ما تعارف على تسمیته بعلوم القرآن و التی هی البحوث و الدراسات الممهدة لفهم الآیات القرآنیة و ادراک معانی مفرداتها و تشخیص معالمها و سماتها الخارجیة ؛ و البحوث الممهدة لذلک تشمل معرفة الآیات المکیة و المدنیة، و اسباب النزول و کیفیة النزول، و معرفة عامه و خاصه، و مطلقه و مقیده، و محکمه و متشابهه، و مجمله و مفصله، و مبهمة و مبینه وغیر ذلک من الابحاث، و من هذه العلوم ما یعتبر فیه النقل کاسباب النزول و الناسخ و المنسوخ و القراءات، و منه ما یوخذ بطریق النظر و الاستدلال و الاستنباط و الاستخراج من الالفاظ ،کالنظر فی المتشابه و حمل المطلق على المقید و العام على الخاص ؛ و قد اخذت هذه العلوم حیزا کبیرا لدى العلماء و الفسرین؛ فمنذ ان صدع الرسول صل الله علیه و آله و سلم بدعوته و استمع المسلمون لباهر آیاته تقاسم العلماء جهودهم فی تدوین العلوم القرآنیة، و صنفوا فیها الکثیر من المولفات حتى تنوعت و التفاسیر، و تعددت الکتب و الشروح فتجاوزت المئات.هذا و ان بیان مباحث علوم القرآن و تفسیر القرآن و ایضاح الفاظه و بیان معانیه لا یقتصر على القرآن الکریم فقط بل امکننا تفسیر القرآن و بیان المباحث القرآنیة بالسنة الشریفة التی وردت عن الحسین بن سعید الاهوازی؛ فقد ترد روایة المعصوم على تخصیص عموم الکتاب، او تقییدا لمطلقه، و تفصیلا لمجمله، او بیان ما تشابه فی فهم معانیه، او لبیان المبهم من الفاظه، او بیانها لشان نزول الآیات، و قد اشتمل البحث على بعض مباحث علوم القرآن الکریم: العام و الخاص، و المطلق و المقید، و المحکم و المتشابه، و المجمل و المفصل التی شملتها مرویات الحسین بن سعید الاهوازی.