دوافع رصد الصحة اللغویة فی المعجمات اللغویة

نالت لغتنا العربیة حظا وفیرا من الرعایة و الاهتمام، اذ تناول البحث رصد الاخطاء و تصحیحها منذ القدم، فکان کل من یلحن او یخطا یرصد و یصحح من قبل العلماء ؛ للمحافظة على فصیح اللغة و صحیحها فکان هذا الامر احد اهم هذه الاهتمامات؛ و خصوصا بعد نزول القرآن بها فاصبحت سنة اتبعوها بعد ان امرهم الرسول (ص) بارشاد صاحبهم عندما اخطا، فاصبحت الدراسات تنهال علیها بکل جوانبها، لتمیزها بخصائص لا تحض بها ای لغة اخرى، فتلمس العلماء معانی الاصوات و معانیها و یعد الخلیل رائدهم فی هذا المجال، فاهتموا ببنیة اللفظة و وظائفها و تعدد صیاغاتها الصرفیة و تغییر دلالاتها تبعا لمادتها و هیئتها فی الاشتقاقات الاخرى، اذ یعد المعجم اللغوی رکیزة للمعجمی الذی یقوم على معانی الالفاظ فی وضعها الاصلی وفی دلالتها الاجتماعیة و الاستعمالیة.فکان دافع المعجمی صیانة اللغة من الضیاع بعد ان حصل الاختلاط بالاقوام الاخرى غیر العربیة، فحافظ العلماء على صحیح اللفظة و سلامة نطقها، و رصدهم معانی الالفاظ و معرفتهم لاصول اللفظة و تحدید جذورها و معرفة اللغات النادرة و المهجورة و الاطلاع على مرادفات الالفاظ و اضدادها، فالمعجم له دور ممیز و فعال فی المحافظة على اللغة العربیة.