مفهوم التسامح فی فکر الامام الشهید محمد باقرالصدر (1935-1980)

قدم الفکر السیاسی والاجتماعی والدینی للامام الشهید محمد باقر الصدر رویة واقعیة مفهوم التسامح فی الفکر الاسلامی وعن مفهوم الاخر فی منظور الاطار الاجتماعی وداخل الدین الواحدانطلاقاً من قاعدة احترام الاخر والدعوة للوحدة ونبذ التفرقة والعفو والتعاطف والتآخی التی هی واحدة من اهم مرتکزات التسامح التی جاء بها الاسلام، حیث تعمقت کتابات الامام الشهید فی هذا المضمار، وعن عطائه العلمیِّ، والثَّقافیِّ، والرُّوحیِّ، والاخلاقیِّ، والاجتماعیِّ، وعن جهاده من اجل الاسلام والدِّین، والمسلمین بکلِّ انتماءاتهم. فهو داعیة وحدة ومحبَّة وتسامح، کان فی خطاباته یقول دائماً: (بذلتُ وجودی؛ من اجل السُّنِّیِّ، والشِّیعیِّ معاً)، (فانا معک یا اخی وولدی السُّنی بقدر ما انا معک یا اخی وولدی الشِّیعی، وانا معکما بقدر ما انتما مع الاسلام)، ومن هنا نلتمس التسامح وشغفه ودعوتهِ لوطن واحد امن ومستقر. ولعل الندرة فی الترکیز على فکرة التسامح فی فکر الامام الشهید هی احد دوافع الکتابة عن الموضوع، ثم اهتمامهُ بمحور الانا والاخر لکونها ذات صلة بالموضوع، ارتات الدراسة ان تناقش هذه الورقة تلک الفکرة ابتداءً من اشکالیة بحثیة تتمحور حول ما هی مرتکزات التسامح فی فکر الامام الشهید، وتنبثق عنهُاسئلة فرعیة اخرى من قبیل: ما هی شروط التسامح فی فکر الامام الشهید، ما هی الرویة العلمیة للتسامح فی فکر الشهید، وکیف یمکن استقاء التجربة وتطبیقها على ضوء الواقع من اجل عراق واحد وموحد وامن ومستقر. اما منهج البحث فسوف ترکز الدراسة على منهج تحلیل الخطاب اضافة لمنهج التحلیل النقدی، اما اهداف البحث فهی: 1 _ محاولة توضیح فکر التسامح عند الامام المرجعیة واثرها فی بناء الانسان 205 الشهید، 2 _ محاولة الاستفادة من تجربة الامام بتطبیقها فی ضوء الواقع الراهن، 3 _ ان الظروف التی تمر بها الامة الاسلامیة یتحتم التاکید على فکرة التسامح خصوصاً فی تجربة الامام الشهید. اما محاور الدراسة فقسمت الى خمسة محاور، المحور الاول: الامام الشهید: حیاتهونشاتهِ وظروفه، المحور الثانی: الفکر السیاسی للامام الشهید، والمحور الثالث: مفهوم التسامح فی فکر الامام الشهید، والمحور الرابع: الانا والاخر فی فکر الامام الشهید، والمحور الخامس: امکانیة تطبیق منهج الامام الشهید على الوضع الراهن ومحاولة الاستفادة منهُ لبناء دولة مواطنة حقیقیة.