دور آیة الله العظمى السید ابو القاسم الخوئی فی مواجهة سیاسات حزب البعث فی العراق

تعد مرجعیة آیة الله العظمى السید ابو القاسم الخوئی احدى اهم المرجعیات الدینیة فی تاریخ العراق المعاصر والعالم الاسلامی ، نتیجة لعوامل عدة : لعل من اهمها طبیعة الاحداث التاریخیة والظروف التی سادت محلیاً واقلیمیاً خلال حقبة السبعینیات والثمانینیات حتى مطلع التسعینیات من القرن العشرین ، فمن جهة الاوضاع الداخلیة التی عاشها العراق کان حزب البعث قد احکم قبضته على البلاد وبدا باستهداف الاطراف المعارضة لسیاساته ، وقد استهدف بشکل خاص المرجعیة الدینیة وطلبة الحوزة العلمیة ، اما على الصعید الاقلیمی فقد شهدت مرجعیة السید الخوئی )قدس سره( حربین مدمرتین کان العراق طرفاً فیهما : الاولى هی الحرب العراقیة الایرانیة 1980 - 1988 التی اُطلق علیها (حرب الخلیج الاولى)، والثانیة الحرب التی شنتها قوات التحالف الدولی بقیادة الولایات المتحدة الامریکیة لاخراج العراق من الکویت عقب غزوه لذلک البلد عام 1990 والتی اُطلق علیها (حرب الخلیج الثانیة)، ثم فرض العقوبات الاقتصادیة على العراق ، وقد نتج عن تلکالحربین وتلک العقوبات دمار کبیر طال مختلف مفاصل الحیاة السیاسیة والاقتصادیة والاجتماعیة ، وحولت العراق من بلد کان یقف على اعتاب التحول الى بلد متطور الى بلد یفتقر الى ابسط مقومات العیش الکریم ، ونتیجة لذلک فقد انتفض الشعب العراقی لیقول کلمته ویرفض سیاسات حزب البعث ، وقد کان للمرجعیة الدینیة فی النجف الاشرف متمثلة بشخص السید الخوئی دور مهم فی تلک الاحداث ، رغم کل ما کان یعانیه من تضییق وحصار حتى وصفت المرحلة التی مرت بها المرجعیة الدینیة والحوزة العلمیة بانها من اشد واصعب المراحل بسبب التعدی السافر على ذلک الکیان الذی یمثل قمة الهرم الشرعی لشیعة اهل البیت (علیهم السلام) فی عصر الغیبة.