الحوزة العلمیة والمرجعیة الدینیة فی النجف الاشرف (448 - 553 ه / 1056 - 1158 م)

حظیت الحوزة العلمیة بمنزلة سامیة فی العالم الاسلامی لما قدمته من خدمات جلیلة وطروحات جدیدة فی مختلف المجالات التی خاضتها سواء فی مجال الحیاة الاجتماعیة وما ینبثق عنها من مجالات تصب فی قنوات الفکر والمعرفة ام فی المجالات الاخرى سیاسیة کانت ام اقتصادیة ام اجتماعیة. ولا یخفى على احد ماللحوزة العلمیة فی النجف الاشرف من من دور مهم فی حاضر الامة ومستقبلها فقد نهضت بواجبها خیرقیام استجابة لقول لله عز وجل (فَلَوْلَا نَفَرَ مِن کُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَائِفَةٌ لِّیَتَفَقَّهُوا فِی الدِّینِ وَلِیُنذِرُوا قَوْمَهُمْ اِذَا رَجَعُوا اِلَیْهِمْ لَعَلَّهُمْ یَحْذَرُونَ) فحافظت بکل شجاعة وصبر على وجود الثلة المسلمة المومنة موضحة لها معالم دینها واداب شریعتها وعقیدتها المستمدة من تاریخ ائمتها الزاخر .وبعد هذه المقدمة اشتمل البحث على محورین الاول منها سلط الضوء على عنوان البحث ومفرداته (الحوزة العلمیة ،المرجعیةالدینیة) متطرقا الى تارخیة هذه المصطلحات التی اصبحت بمرور الزمن علما جنسیا لهذا الکیان مرتبطا به ارتباطا وثیقا وبتاریخ مدرسة اهل البیت (علیهم السلام). وجد الباحث ان بدایات ظهور هذا المصطلحات جاء متاخرا بعدة قرون عن بدایة تاسیس هذه الحوزات العلمیة ومرجعیاتها الدینیة. المرجعیة واثرها فی بناء الانسان - المحور العلمی تناول المبحث الثانی تاسیس الحوزة العلمیة فی النجف الاشرف على ید الشیخ الطوسی بعد هجرته القسریة الى النجف عام 448 هـ تارکا داره التی کبست ومکتبته التی احرقت وتلامذته الذی حرص على تربیتهم طیلة اربعین سنة . عمل الشیخ فی مستقره الجدید بجد واخلاص ونشاط فی التاسیس للحوزة العلمیة فی النجف الاشرف ولم یدر بخلده انها ستکون مرکزا علمیا وحضاریا خالدا . تطرق الباحث فی ثنایا البحث الى نشاة الحوزة العلمیة فی النجف قبل مجیء شیخ الطائفة الیها ونظریات وجود الحوزة العلمیة فیها وخلص الى الاقرار بوجود بیوتات علمیة وطلاب حوزة ولاکنها لا ترقى الى ظاهرة تاسیس حوزة علمیة بالمعنىالاخص . ویمیل الباحث الى الرای القائل ان زمن نشوء الحوزة العلمیة فی النجف الاشرف کان على ید الشیخ الطوسی لاسباب ذکرت فی ثنایا البحث. ولم تستمر الحوزة العلمیة فیها مدة طویلة بعد وفاة نجلی الشیخ الطوسی اذ تهیات ظروف دینیة واجتماعیة وسیاسیة وفکریة ادت مجتمعتة الى انتقالها الى الحلة الفیحاء بانتقال مرجعها الشیخ عماد الدین الطبری . والحمد لله رب العالمین