دور المرجعیة الدینیة الفاعلة فی التطور السیاسی والاجتماعی للمجتمع العراقی وبناء شخصیة الفرد العراقی : السید الشهید محمد محمد صادق الصدر (قده) انموذجا

لقد شکل الشهید السید محمد محمد صادق الصدر (قده) ظاهرة للمرجعیة السیاسیة والعقائدیة وکان الاوفر حظاً فی استقطاب مختلف طبقات الشعب والعمل من اجل صیانة الحقوق الوطنیة والانسانیة على اساس العدل الکامل. یمکن القول انّ الثقل الاساسی الذی اتخذته تجربة الشهید محمد محمد صادق الصدر فی الواقع العراقی، هو الثقل الاجتماعی، فلقد طغى هذا الجانب الاجتماعی على الکثیر من مضامینها وآلیات واسالیب عملها وحتى على ما یمایزها ای هذه التجربة - عن غیرها من تجارب العمل والتحرک المرجعی. وکذلک فی وعیها المسبق لضرورة رصد الحرکة الاجتماعیة وعلاقاتها بصورة عامة ای علاقتها الداخلیة، علاقتها مع الموسسة الدینیة، علاقتها مع السلطة . هذا فضلاً عن رصد البنیة السلوکیة والقیمیة للمجتمع وبنیة الاعراف والتقالید التی تراکمت عبر سنین طویلة، وامتزجت فیها عدة عوامل واسس دخیلة اظهرها بواقع یخالف او یتناقض مع السلوک الدینی . انّ هذا الثقل الاجتماعی لتجربة ومشروع الشهید محمد محمد صادق الصدر، لا یعنی وضعه کهدف نهائی یتطابق ویتساوى مع نمط آخر من انماط واتجاهات العمل الاجتماعی کالاتجاه المحدود فی افقه التغییری او الاتجاه الخیری الاصلاحی الذی غالباً ما یعبر عن نفسه بموسسات او هیئات اجتماعیة تهدف الى سد حاجات بعض القطاعات الاجتماعیة، او انها تعالج حالات طارئة فی الساحة الاجتماعیة، فلیس خافیاً انّ مشروع الصدر الثانی عندما یاخذ هذا البعد الاجتماعی فهو یغایر تماماً هذا المعنى، لانه فی واقع الحال مشروع تغییری کلی تمتزج فیه کل ابعاد التغییر الاسلامی وصولاً الى التغییر السیاسی، وفق خطة ومنهج، الاّ انّ ظروفاً تاریخیة وآنیة فرضت هذا الثقل الاجتماعی للتحرک واکتشاف منهجه . السیاسة « فالشهید الصدر حتى لو کان متاحاً له ان یقتحم ابواب » مباشرة، فهذا الاقتحام سیکون اقتحاماً فوقیاً ما کان له ان یعالج من الواقع بالصورة التی حصلت.