مرجعیة الشیخ احمد بن محمد بن فهد الحلی فی کربلاء المقدسة و اثرها فی المراکز العلمیة الامامیة الاخرى و حقیقة تصوفه

ارتبطت مرجعیة الشیخ احمد بن محمد بن فهد الاسدی الحلی بمدینة کربلاء المقدسة منذ ان اشتهرت کربلاء بوصفها حاضنة من حواضن المرجعیة الشیعیة. و تتسم مرجعیته بسمات مهمة فی تاریخ المرجعیة الدینیة الشیعیة؛ فهی نابعة من علمه الغزیر ومقامه الاجتماعی السامی فی عصره، فنرى اقطاراً مختلفة من العالم الاسلامی آنذاک قد استفتته وخضعت لمرجعیته العلمیة. کما تجلى هذا العلم الغزیر فی المناظرات العلمیة، فادت احداها لتشیع احد امراء الدولة البارانیة او القره قویونلو. ونظراً لزهده و تقواه و عدم تعلقه بمظاهر وملذات هذه الدنیا الفانیة، نرى قد اثیرت حوله شبهة تصوفه، کما ذکر بعض المعاصرون ان الشیخ ابن فهد کان صوفیاً واستدلوا ببعض الامور استدلالاً خاطئاً.ویحاول کاتب هذه الاسطر المتواضعة فی هذا البحث الى الکشف عن تاریخ الحیاة العلمیة فی کربلاء المقدسة باختصار وذلک مقدمة لفهم اثر الشیخ ابن فهد العلمی فی عصره وانتقاله مع ابتداء ادوار کربلاء المرجعیة الیها ، ثم بیان اتساع رقعة مرجعیته شرقاً وغرباً واثر شخصیته الاجتماعیة و مناظراته العلمیة، و فی النهایة نذکر من نسب الیه التصوف من المتقدمین و المتاخرین و نلقی اضواء على عدم صحة هذه النسبة بالادلة المختلفة.