الافادة من نظریة تراکم الاحتمالات فی اثبات حجیة الدلیل عند السید محمد باقر الصدر (التواتر و الاجماع انموذجًا)

درس هذا البحث واحدة من ظواهر التجدید الاصولی عند السید محمد باقر الصدر، وهی نظریة تراکم الاحتمالات واثرها فی اثبات حجیة الدلیل، وقد افاد المصنف من الاستقراء الذی قسمه على قسمین هما: المباشر وغیر المباشر ، والاول قائم على استقراء مجموعة کبیرة من الاحکام الشرعیة الجزئیة و تتبعها بطریقة مباشرة، والافادة من تکثر عددها بحیث تقوی الکثرة نسبة الاحتمال حتى تصل الى درجة الاطمئنان، فاذا وجد انها تشترک فی اتجاه واحد وحکم واحد اثبت من خلالها قانوناً عاماً وقاعدة فی التشریع الاسلامی. اما الثانی فهو الاستقراء غیر المباشر وفیه التواتر والاجماع ، اذ افاد السید الصدر من نظریة التراکم الاحتمالی فی اثبات حجیة هذه الادلة، و قد درست التواتر والاجماع لنکتة مفادها ان الاول یعتمد على تراکم الاخبار الحسیة التی تکون نسبة الاحتمال فیها اکثر ، وهی اسرع فی الوصول الى القطع من الاجماع مثل الذی یقوم على مجموعة من الحدسیات، اذ الحدس قد لا یکون مصیباً للواقع حتى مع تکثره، وفی التواتر نجد ان المصنف قد کان ناظراً الى محاور عدیدة منها: عدد المخبرین ونوعهم، ونوع المخبر والوثوق به، ونوع الخبر نفسه ، فاذا تعددت الاخبار فی محور واحد وکان المخبرون اکثر وثاقة تضاءل احتمال المخالفة للواقع؛ وکذا نوع الخبر ، فاللفظی اسرع من المعنوی لاتفاق اللفظ المنقول والمعنوی اسرع من الاجمالی، ولمفاد الخبر دوره فی هذا المبحث فکلما کان الخبر اعتیادیاً کان اکثر سرعة فی الوصول ومما یوثر فی الاحتمال نوعیة الشخص الذی جاء بالخبر ، فاذا اخبر غیر الشیعی ما یدل على امامة اهل البیت علیهم السلام فان مفاد الخبر عاملاً مساعداً لاثبات صدقه بحساب الاحتمال.