التجدید الاصولی عند الشیخ مرتضى الانصاری فی فرائد الاصول

اتفق الاصولیون على ان علم اصول الفقه هو من العلوم الآلیة، فهو علم آلی و وسیلة لعلم الفقه و عملیة الاستنباط، وانه وضع کمقدمة لعلم الفقه، بل یعد من اعظم مقدمات الفقه، فهو فن توظیف النصوص التی هی بمنزلة الادوات وعدة العمل، وهو علم قانون الاستنباط، الذی یعلمنا المنهج الصحیح للاستنباط، فدور علم الاصول هو تقدیم القواعد التی یحتاج الیها الفقیه فی مقام الاستنباط حیث به تعرف طرق استنباط الاحکام الشرعیة من ادلتها التفصیلیة، على الرغم من صعوبة مدارکها ودقة مسالکها. وعلى هذا الاساس ونظراً لشدة اهتمام علماء الشیعة الامامیة بهذا العلم نجد انهم بذلوا - و على طول الخط - جهوداً مظنیة واعتنوا عنایة فائقة بدراسة علم اصول الفقه و تشیید قواعده و رسم. مناهجه. ومن اولئک العلماء الذین کانت لهم لمسات فی تجدید هذا العلم و تطویره هو الشیخ مرتضى الانصاری فی کتابه فرائد الاصول، حیث استطاع ان یحدث نقلة نوعیة فی بحوث هذا العلم، فقد استطاع ان یطور کثیر من بحوث المتقدمین من جانب، ومن جانب آخر اودع فی هذا الکتاب افکاره الاصولیة التی تعتبر من ابتکاراته، وما توصل الیه من نظریات فی هذا العلم.