دور المرجعیة فی تعزیز الوحدة الوطنیة السید السیستانی انموذجا

کثیرة هی القضایا التی بحاجة الى الغور فی خضمها بکل جراة و شجاعة، و البحث فیها بسعة وشمول والکتابة عنها بعمق، وترکیز، و طرحها بموضوعیة و تجرد، تکمن اهمیة منصب المرجعیة الدینیة الذی یمثله المراجع العظام للطائفة فی کونه المنصب الذی یشکل الامتداد لمنصب الامامة الالهیة ولتوضیح ذلک: ان الرویة الشیعیة التی تطرحها مدرسة اهل بیت العصمة علیهم السلام تتبنى ان المناصب الالهیة ثلاثة، و هی: منصب النبوة، و منصب الامامة و منصب المرجعیة الدینیة. کل منصب من هذه المناصب الثلاثة یعد مکملا للمنصب السابق وامتدادا له فسلسلة المناصب الالهیة تبدا اولا بمنصب النبوة الذی ختم بنبوة خاتم الانبیاء صلى الله علیه واله. ولطالما وجدت المرجعیة نفسها امام معادلة التوازن لان تکون الناصح الامین فی المواقف السیاسیة من دون الانسحاب منها کلیا و اقرب مثال على ذلک هو مرجعیة ایة الله السید علی الحسینی السیستانی فی النجف الاشرف و دورها الاکثر وضوحا فی تخلیص العراق من الاحتلال الامریکی للدولة العراقیة 2003 م، حیث استخدم السید السیستانی ذات السلاح الذی جاء به المحتل و هو (الدیمقراطیة) وطالب مجلس الحکم وعلى راسهم الحاکم المدنی بول بریمر بانتخابات مبکرة لانتخاب لجنة لکتابة الدستور الجدید، و سعى السید السیستانی لتدخل الامم المتحدة فی الاشراف على الانتخابات و خروج قوات الاحتلال، وفی خظم الصراع الدائر بین الارادة الامریکیة و المرجعیة الدینیة فی النجف الاشرف کان البلد یمر بدوامة من الفتن الطائفیة والصراعات المذهبیة استطاع السید السیستانی بحکمته اصدار عدد من الفتاوى بضبط النفس و عدم التعرض لائمة المساجد بعد حادثة تفجیر الامامین العسکریین، وکذلک فتواه بحرمة التعامل السلاح المنهوب من مراکز الجیش وحرمة تداول التقاریر الامنیة کل ذلک ساعد على ان ینهض الشعب العراقی یدا واحدة لاقامة اول انتخابات دیمقراطیة، لقد ارادت المرجعیة الدینیة بناء ثقافة الانتخاب لدى الشعب العراقی حتى یتسنى له بناء حاضره مع و مستقبله بنفسه، و تم فعلا اقرار الدستور الدائم للدولة العراقیة ٢٠٠٥ م.