مقترحات مراجعنا العظام حول نهضة المسلمین

المرجعیة هی کوکبة الحیاة وسفینة النجاة التی بها نشد ازرنا من متغیرات الازمان، یتصدر الحدیث عن التکامل فی الشریعة الاسلامیة کل الادبیات التی تناولت هذا الدین الحنیف، ولعل هذا الامر هو الرابط الاساسی الذی یتفق علیه جمیع المسلمین بکافة مذاهبهم و العروة التی یتمسک بها المسلم فی تثبیت هویة انتماءه للاسلام، حتى ان غیر المسلمین ممن عکفوا على دراسة هذا الدین الحنیف و منهم المستشرقین المنصفین لم یجدوا بداً من التسلیم بهذه الحقیقة الساطعة، حیث مثل الشکل الهرمی لمتبنیات الفکر الاسلامی وحده غیر قابلة للتبعیض او الفصل عن اجزاءها الاخرى، مما اعطاه قوة اضافیة خاصة میزته عن باقی الادیان و الملل و الشرائع الوضعیة فاحتل الایمان قمة هذاالهرم ثم تلتها النبوة و امتداداتها والتی مثلها خلفاء رسول الله (صلى الله علیه و آله و سلم) الذین نصت علیهم الاحادیث الشریفة تتناقلها کتب المسلمین، حیث اخذت الامامة الدور القیادی الرئیسی فی ترسیخ مبادئ الاسلام و تحدید الاطر التی ابقت علیها ثم جاء دور العلماء حیث استلم فقهاء الامة ثقل الامانة عن الامام الثانی عشر(عجل الله تعالى فرجه الشریف) فی الوصیة الواردة من الناحیة المقدسة فی نهایة الغیبة الصغرى، و قد امتاز اتباع مذهب اهل البیت (علیهم السلام) بتمسکهم بخط الامامة عبر الموسسة المرجعیة التی استقلت کمدرسة اسلامیة عریقة یرجع الیها نصف المسلمین فی العالم، وهی المدرسة الاسلامیة الوحیدة التی تمتاز بقرب امتدادها الشرعی من عهد الرسالة، و خلوها من فترة انقطاع (حقیقیة) عن مصدر التشریع الثانی بعد القرآن الکریم، و اذا کانت فترة غیبة الامام الحجة (عجل الله تعالى فرجه الشریف) یمکن تسمیتها انقطاعاً، فان الارث الذی خلفه الامام (عجل الله تعالى فرجه الشریف) و الائمة (علیهم السلام) من قبله وضع اسس مرجعیة المسلمین و ربطها بعلماء الامة و قد وردت روایات متواترة بالنص على خلافة العلماء. و من هذا المنطلق نصّت المرجعیة العظیمة على مقترحات و حلول لمسائل معاصرة، یمکننا من خلالها تطبیق الاحکام الشرعیة الخاصة بتلک المسائل.