الخطوط العامة لادارة الدولة عند امیر المومنین (ع) عهد الاشتر نموذجاً

تبحث هذه الورقة فی احد اهم النصوص التاریخیة التی ترجع الى صدر الدولة الاسلامیة، و هو عهد الاشتر، و هذا العهد کتبه امیر المومنین الامام علی بن ابی طالب (ع) و عهد به الى مالک الاشتر بن الحارث النخعی حین ولاه مصر عام 38 للهجرة، و قد تضمن هذا العهد تفاصیل المنهج الاداری الاسلامی بصورة تفصیلیة و شمولیة یمکن من خلالها استنتاج الصورة العامة للنظام الاسلامی الذی انتهجه امیر المومنین (ع) فی بناء الدولة. و تهدف هذه الورقة لابراز الصورة العامة والخطوط العریضة لادارة الدولة التی و ضعها مرجعیة الاسلام بعد رسول الله (ص) فی بناء الدولة، وبیان ملامح و خصائص النظام الاداری الاسلامی بصورة اجمالیة من خلال قراءة متانیة فی عهد الاشتر الذی یعد الوثیقة الدستوریة لادارة الدولة فی عهد امیر المومنین (ع)، وقد اشتمل على قواعد نظام الادارة الاسلامیة و حقوق الراعی و الرعیة فی المنهج الاسلامی. و لما یتمیز به عهد الاشتر – من التسلسل المنهجی العلمی و دقة المفردات و الاسلوب البلاغی الذی اوجز النظام الاداری الاسلامی للدولة کاملا فی بضع و ریقات – اهتمَّ الباحث ببحث هذه الوثیقة الدستوریة فی محاولة لاستخلاص القواعد الاساسیة و الخطوط العریضة للنظام الاداری فی دولة امیر المومنین (ع) التی یتجلى فیها المنهج الاسلامی الاصیل. ولا تعمد هذه الورقة لتحدید التفریعات الاداریة فی النظام الاداری للدولة، ولا تحدید اوجه القصور فی الممارسة التطبیقیة الاداریة العملیة، ولا مقارنة بناء الدولة الاسلامیة و نظامها ببناء الدولة الحدیثة والانظمة الاداریة الوضعیة، ولا اثبات نسبة عهد الاشتر للامام علی (ع) من خلال دراسة توثیقیة تاصیلیة.