دور المرجعیة الدینیة العلیا فی تعزیز قیم المواطنة فی العراق

المواطنة تعرف على انها الانتماء الى مجتمع تربط افرادَه مشترکاتٌ اجتماعیة و سیاسیة وثقافیة فی دولة معینة. و هی تشتمل اکتساب الحقوق و الواجبات. ویتداخل مفهوم المواطنة بقوة مع مفاهیم اخرى کمفهوم الدولة، من حیث ان للمواطن حقوق انسانیة یجب ان تقدم الیه و هو فی نفس الوقت یحمل مجموعة من المسوولیات الاجتماعیة التی و هو الفرد «المواطن الفعال» یلزم علیه تادیتها. وینبثق عن مصطلح المواطنة مصطلح الذی یقوم بالمشارکة فی رفع مستوى مجتمعه الحضاری عن طریق العمل الرسمی الذی ینتمی الیه او العمل التطوعی. اتفق کثیر من المنظرین والفلاسفة على ان المواطنة یجب ان تشتمل على عدة قیم کقیمة المساواة التی تنعکس فی العدید من الحقوق مثل حق التعلیم، و العمل، و الجنسیة، و المعاملة المتساویة امام القانون و القضاء، و اللجوء الى الاسالیب و الادوات القانونیة لمواجهة موظفی الحکومة بما فی ذلک اللجوء الى القضاء، و المعرفة و الالمام بتاریخ الوطن و مشاکله، و الحصول على المعلومات التی تساعد على ذلک. کذلک تشتمل المواطنة على قیمة الحریة التی تنعکس فی العدید من الحقوق مثل حریة الاعتقاد و ممارسة الشعائر الدینیة، و حریة التنقل داخل الوطن، وحق الحدیث و المناقشة بحریة مع الآخرین حول مشکلات المجتمع و مستقبله، و حریة تایید او الاحتجاج على قضیة او موقف او سیاسة ما، حتى لو کان هذا الاحتجاج موجهًا ضد الحکومة، و حریة المشارکة فی الموتمرات او اللقاءات ذات الطابع الاجتماعی او السیاسی. بید ان القیمةالاکثر اهمیة لدى المواطن هی قیمة المشارکة التی تتضمن العدید من الحقوق، مثل الحق فی تنظیم حملات الضغط السلمی على الحکومة او بعض المسوولین فیها لتغیرَ سیاستها او برامجها او بعض قراراتها، و ممارسة کل اشکال الاحتجاج السلمی المنظم مثل التظاهر والاضراب کما ینظمها القانون، والتصویت فی الانتخابات العامة بکافة اشکالها، و الترشح فی الانتخابات العامة بکافة اشکالها. کما یجب ان نشیر الى المسوولیة الاجتماعیة کقیمة اساسیة لدى الفرد و التی تتضمن العدید من الواجبات مثل واجب دفع الضرائب، وتادیة الخدمة العسکریة للوطن،و احترام القانون، واحترام حریة و خصوصیة الآخرین. و نظراً لاهمیة المفاهیم المتقدمة فاننا سنبین الدور المهم والتاریخی لتعزیز قیم المواطنة الذی قامت ولا تزال المرجعیة الدینیة العلیا فی النجف الاشرف من حمایة تلک القیم وذلک عن طریق الخطب والبیانات الرسمیة، للخروج برویة عن اهمیة ذلک الدور و اثره فی الثبات السیاسی و الدیمقراطی فی العراق.